سرقة تقفل مدرسة: ما أُخذ يوازي “حمولة كميون”!
في غياب الدوريات الأمنية، شهدت مدارس عدة في طرابلس في الأشهر الأخيرة عمليات سرقة منظمة، أبطالها سارقون محترفون يستغلون عتمة الليل لتنفيذ فعلتهم.
السرقات المتشابهة تبدأ بالكابلات الكهربائية ولا تنتهي بمحتويات المدرسة من معدات تصوير ومكيفات وأجهزة كومبيوتر. ومن هذه المدارس مدرسة ابن خلدون للبنات، ومدرسة الأرز.
آخر السرقات «الموجعة» حدثت في مدرسة الفضيلة الرسمية للصبيان في منطقة الخناق ـ باب الرمل، خلال عطلة نهاية الأسبوع الممتدة على ثلاثة أيام، وهي بالمناسبة ليست السرقة الأولى، فقد سبقتها 3 سرقات للمدرسة نفسها خلال أشهر. لكن هذه المرة، «كانت الضربة القاضية»،
إذ علمت «الأخبار» أن ما أُخذ يوازي «حمولة كميون» من كومبيوترات وتلفزيونات وشاشات للعرض ومكيفات ومعدات تصوير وتجهيزات الإرشاد الصحي وكاميرات، فضلاً عن القرطاسية، وخرجوا بحصيلة أولية توازي 25 ألف دولار بالحد الأدنى.
الاعتداء أقفل المدرسة لأسبوع كامل للملمة الخسائر لا سيما أن هناك برامج إدارية موجودة على أجهزة الكومبيوتر يصعب العمل من دونها، علماً أن هذه مدرسة الصبيان الوحيدة في المنطقة وتضم 250 تلميذاً.
والمفارقة أن مدرسة الفضيلة الرسمية للبنات الملاصقة لمدرسة الصبيان تعرضت لسرقات بدورها خلال الفترة نفسها، على رغم أن مخفر الدرك يقع على بعد مئات الأمتار من المبنى، وبإمكان الدورية أن تصل في دقيقة واحدة، بحسب مصادر الأهالي.
رئيس لجنة الأهل في المدرسة، علاء اللوزي، تحدث عن «ظاهرة وليس مجرد حادث فردي»، مشيراً إلى «أننا طالبنا سابقاً بتكثيف الدوريات الأمنية وإقامة سور أو تعيين حراس أمام بوابة المدرسة التي تقع في زاروبة،
وإمكانية سرقتها متاحة، لا سيما في ظل انقطاع التيار الكهربائي ليلاً».
الناشط رشيد مقصود قال إن تكرار عمليات سرقة المدارس «يجعلنا نسأل عن الفلتان الأمني المستمر، إذ لا يجرؤ أي شخص على التجول بعد منتصف الليل بسبب الظلام الدامس الذي يحل على المدينة، عدا عن أن المدرسة تقع في منطقة غير مأهولة».
الناشطون في المدينة وأهالي المنطقة سيرفعون، بحسب مقصود، كتاباً رسمياً إلى دائرة التربية في طرابلس لاتخاذ تدابير استثنائية من قبيل توظيف ناطور،
كما سينظمون في الأيام المقبلة وقفة تضامنية مع المدرسة لرفع الصوت في وجه هذه الاعتداءات المتكررة
كتبت فاتن الحاج في “الأخبار”: