ما هي أهداف “كرامي”من العلاقة المستجدة مع تركيا؟

العلاقة اللبنانية التركية ليست علاقة جديدة وهي متجذرة من خلال وقوف الجمهورية التركية إلى جانب لبنان في مفاصل ومحطات عديدة.
فبالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة اللبنانية، نسجت الحكومة التركية خلال السنوات الماضية وفعّلت علاقاتها الإثنية التي تشمل الأقلية التركمانية في الشمال والبقاع، إضافة إلى تنميتها للروابط الثقافية من خلال الندوات وترميم المعالم الأثرية وفتح باب التجنيس للعائلات اللبنانية ذات الأصول التركية، إضافة إلى العلاقة الأيديولوجية المرتبطة بالجو الإسلامي في لبنان لذلك نستطيع القول اختصاراً أن تركيا موجودة في الوجدان الإسلامي العام في لبنان بما يُضاعف حجم حضورها السياسي الذي لم يتبلور بعد .
منذ فترة قاد موظفون لدى الوزير السابق والنائب عن مدينة طرابلس ” #فيصل_كرامي” حملة إعلامية وضعت في خانة إحياء للعلاقات اللبنانية التركية من خلال نافذة النائب ” كرامي” المأزوم في ساحته ومع حلفائه الذين لم يوزروه وفضلوا العلاقة مع الممثل الأكثر تمثيلاً في المجلس النيابي وهو حزب تيار المستقبل رغم العطاءات التي يمنحونها له عبر الوزارات المحسوبة على حلفائه في الطاقة والإتصالات والصحة، فما هي الأسباب لهذه الزوبعة الإعلامية التي يفتعلها كرامي؟
تفيد مصادر مطلعة بأن النائب “كرامي” يشعر اليوم بأزمة حقيقية تتمثل بفقدانه للعب دور مهم في طرابلس والشمال ؛ فاللقاء التشاوري الذي عمل حلفاؤه على تأسيسه ومنحه صفة المتحدث باسمه لم يطور أداء أفعل من توجيه رسالة فقدت بريقها وهو أن هناك تنوع في التمثيل لدى المكوّن السني ؛ ولم يستطع النائب “كرامي” تفعيله للعب دور وطني ؛ ذلك أن كرامي أراده منصة للتصويب على خصومه للاعتراف بدوره وليس لمواجهة سياسية على خلفية تباين الرؤى واختلاف المشاريع.
على الصعيد الخدماتي، بالرغم من امتلاك كرامي لمؤسسات صحية (مشفى ومستوصف) وتربوية (جامعة ) إلا أن الخدمات المقدمة بسيطة ولا تلبي طموح أبناء طرابلس والشمال.
وبالأمس القريب خرج هو شخصياً في حملة دعائية لجامعته وقدمها بصورة الجامعة التي تؤمن آلاف المنح، في الوقت الذي يعرف المتابع وسواه أنها متواضعة العداد وأكثر تواضعاً في التصنيف الأكاديمي على مستوى الجامعات في لبنان.
يُضاف الى ذلك أنه من المعروف أن كل من يطلب خدمة من هذه المؤسسات عليه أن يمسح جوخ ويداوم في مكتب الأفندي ليحصل على هذه الخدمة التي تبقى دائماً عرجاء وناقصة وأبناء طرابلس يعلمون أن وصول كرامي إلى قبة البرلمان كانت بسبب دعم جمعية المشاريع، قوى ٨ آذار والنائب جهاد الصمد الذي يتمع بشعبية كبيرة وشبكة خدمات ساهمت في إنماء العديد من قرى الضنية وربط القرى بشبكة مواصلات كبيرة وفق خطة محكمة رسمها حزب الله.
كما أن كرامي تعرض خلال انتفاضة ١٧ تشرين لحملات عديدة من المنتفضين أمام دارته دلّت على أن أبناء المدينة لم يشكلوا حاضنة فاعلة له.
إذاً هذه الأزمات التي يرزح فيها النائب “كرامي” دفعته وفق مطلعين على حركته لدغدغة عواطف أبناء مدينة طرابلس والشمال بأنه وفي ظل هذه الأزمة الاقتصادية والأجواء السياسية القاتمة وتعريته سياسياً من حلفائه وعدم قدرته على تقديم خدمات اجتماعية كنائب عن المدينة رغم الأبواب العريضة التي فتحت له في وزارات التيار العوني وحزب الله وحركة أمل ؛ والتي لم تضف لشعبيته المتواضعه المتنقلة معه كالرُحّل من قاعة بيته الى القصر إلى بقاع صفرين في تكرار مُمل لمشهد أسبوعي ؛
لذلك حاول يائساً أن يطل على أبناء مدينته كشخصية سياسية تحاول أن تقوم بجولات تصل إلى الصين لتلبية احتياجاتهم، والجميع يعلم بأنها حركة بلا بركة فمن يقرأ الجولات الى تركيا يُدرك بأنها لن تقدم شيء إلا بعض كراتين الأدوية والمساعدات الغذائية.
فحلفاء تركيا في لبنان معروفون ومن خلالهم ستأتي الخدمات وتاريخ النائب “كرامي” وتعاطيه مع المدينة معروف والنصيحة التي يُجزلها مصدر مطلع على العلاقات اللبنانية التركية بأن لا يُدخل النائب ” كرامي” الأتراك في بازاره الذي فضحه مستوى الشخصيات التي التقاها ومكانتها في سلّم القيادة التركية ومع ذلك لم تراعي أبسط القواعد الشكلية في اللقاءات التي فضحتها الصور التي نشرها #كرامي.
فالمنطقة قادمة على تحولات كبيرة وكل جهة في لبنان معروفٌ حلفائها والعلاقة مع #تركيا ليست ممراً للرسائل أو البازار السياسي.