أسعار المواد الغذائيـــ.ــة طارت… من دون حسيبٍ ولا رقيب.

لم ينتظر التجّار وأصحاب السوبرماركت شمالاً دخول قرار رفع الدولار الجمـــ.ــركي حيّز التنفيذ رسمياً، أي مطلع كانون الأول حتى يسارعوا إلى رفع الأسعار، بل استبقوا الامر وقرروا منذ أيام رفع أسعار المـــ.ــواد الغذائيـــ.ــة وحتى قبل بداية الشهر الحالي، وتحديداً خلال الأسبوع الأخير لشهر تشرين الثاني، وذلك بحدود الـ 30% تقريباً.

التطمينات التي أُعطيت في هذا الشأن، سواء من وزارة الإقتصاد أو من نقيب أصحاب السوبرماركت في لبنان نبيل فهد، بأنّ “القسم الأكبر من السلع الغـــ.ــذائية أي بحدود الـ 65% لن يطالها الدولار الجـــ.ــمركي”، لم تتعدّ التصريحات الإعلامية، فضاعف تُجَّـــ.ــار طرابلس وعكار وأصحاب سوبرماركت الشمال الأسعار بشكل رهيب وارتفعت صرخـــ.ــة المواطنيـــ.ــن إزاء ذلك، بعدما فاجأتهم الأسعار.

هيام سعد ربّة منزل من عكّار اشترت بعض الحاجيات من سوبرماركت في حلبا منذ قرابة الأسبوع ومن ضمن ما اشترته علبة ملح 700 غرام بسعر 35 ألف ليرة. اضطرت أمس لزيارة نفس السوبرماركت وطلبت منها ابنتها أن تشتري لها ملحاً، وهنا كانت المفاجأة إذ وجدت نفس علبة الملح قد تضاعف سعرها خلال أيام قليلة ويتم تسعيرها بـ57 ألف ليرة. وتقول هيام: “لم يتوقّف الأمر على الملح، إنما كل المواد الغذائيـــ.ــة تقريباً تغيّرت أسعارها بشكل غير منطقي أبداً”.

ما أدلت به هيام هو ما أكّدت حصوله العديد من السيدات سواء في سوبرماركت طرابلس أو الكورة أيضاً، في حين تشير معلومات “نداء الوطن” إلى “أنّ عدداً كبيراً من المحلات والسوبرماركت غيّر بالفعل ومنذ أيام ملصقات الأسعار تماشياً مع دخول الدولار الجمركـــ.ــي حيّز التنفيذ”. وعليه، فإنّ كل التطمينات بأنّ الأمر لن يطال إلا الكماليات أو الأغراض المستوردة لم تُجدِ نفعاً.

حسب ما أكّدته عائلات شمالية “تموّنت” في اليومين الأخيرين، فإنّ “الفاتورة الشهرية للمواد الغذائية التي يحتاج تأمينها إلى 3 أو 4 ملايين قبل نحو أسبوع مثلًا باتت تحتاج اليوم الى ما بين 5 إلى 6 ملايين ليرة، ولدى سؤال أي صاحب سوبرماركت عن هذا الفرق الكبير بالأسعار يشير إلى أنّ “الدولار الجمركـــ.ــي قد ارتفع وأصبحت كل المواد غالية”.

ويطرح المواطنون شمالاً جملة تساؤلات عن دور وزارة الإقتصاد ومصلحة حماية المستهلك في محـــ.ــاربة الجـــ.ــشع الحاصل، وعمّن يوقف التجّار الذين يتلاعبون بالأسعار عند حدّهم؟ وأين الأجـــ.ــهزة الرقابية؟ في وقتٍ تزداد الأسعار باستمرار، سواء مع أي ارتفاع سعر الدولار أو مع رفع الدولار الجمركـــ.ــي كأداة بيد التجّـــ.ــار وأصحاب السوبرماركت ليتلاعبـــ.ــوا بالأسعار مجدّداً، لا سيما في ما خصّ المـــ.ــواد التي تدخل في صلب الاستهلاك اليومي للمواطـــ.ــنين… كل ذلك يحصل وسط غياب الأجـــ.ــهزة الرقابية ومن دون حسيبٍ ولا رقيب.

نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!