الأسوأ لم يأتِ بعد… الايام المقبلة ستكون أصعب مما تتخيلون

 

كتبت نايلا المصري

بنان في المرتبة الثانية عالمياً في حجم التضخم، خبر قد يكون مرّ مرور الكرام على جميع وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل الاعلامية، الاّ انه فعلياً يخفي في طياته الكثير من المعاني ووابلاً في الخوف على مصير اقتصادي مجهول، مع ارتفاع الحديث عن رفع الدعم.

بدأت الأزمة فعلياً منذ أكثر من عام تقريباً، حيث بدأ فعلياً الانهيار في الدولة اللبنانية، وتحديداً ما قبل ثورة 17 تشرين الأول، حيث بدأ الحديث عن شحّ في الدولار الأميركي في السوق، ما انعكس سلباً على أسعار السلع، واكتشف الناس خسارة ودائعهم في المصارف، على وقع ارتفاع كبير في الاسعار بلغ في خلال عام ما يقارب ١٣٠٪ حسب الإحصاء المركزي، على وقع تراجع اقتصادي حاد وانخفاض الناتج المحلي من ٥٢ مليار $ إلى ١٨ مليار حسب صندوق النقد، وارتفاع معدل البطالة تالياً.
وما كان ينقص الأزمات التي نعيشها سوى أزمة كورونا التي زادت الطين بلّة، وأكلت ما تبقى من الاقتصاد المتهالك لتسرع بالتالي عملية السقوط المدوية التي ضربت البلاد.
كل هذه الازمات كان اللبناني قادراً على تحملها، أو حتى قادراً على التأقلم معها، ومن لم يستطع اتجه الى الهجرة التي سجلت نحو ٤٥ ألف فرد حتى آب الماضي، بالمقارنة مع ٦٥ ألف طوال العام ٢٠١٩، ونحو ٤٠ ألف في العام ٢٠١٨.
في المقابل، ماذا فعلت الدولة؟ “ولا شي” بقيت الدولة وتحديداً حكومة حسان دياب عاجزة عن اتخاذ أي اجراء أو تطبيق أية سياسات اقتصادية للنهوض، واجتماعية لحماية المقيمين من تبعات الانهيار، لا بل زادت الأمور تعقيداً لا سيما بعدما قررت اعادة جدولة الديون وأعلنت التعثر في الدفع، ودفعت بالمصرف المركزي الى صرف الاحتياطي لدعم السلع الاساسية للمواطن، من دون العمل على ضبط الهدر والتهريب.
كل ذلك، ونحن زلنا في بدايات الانهيار ولم نعش تبعاتها وتأثيراتها كلها.
واليوم، عاد الحديث عن رفع الدعم عن السلع الاساسية بعد وصول هامش الاحتياط الى حده الأدنى، وارتفاع نسبة التضخم في البلاد الى حدود خيالية، وتوسع هامش الفقر والطبقة الفقيرة في البلاد.
فماذا سيحل بنا عند رفع الدعم، ماذا سيحل بالطبابة والتعليم والنقل والسكن والمياه والكهرباء والاتصالات، وكل الحقوق الأساسية؟ ماذا عن الطبقة الفقيرة، والعاطلين عن العمل، بما سيعملون وكم سيتقاضون وكم ستبلغ معدلات الهجرة؟
ما هي الخطة التي وضعتها الدولة لمواجهة كل هذه الأزمات التي ستضرب بنا؟
من المؤكد ان الأفق المسدود سنصطدم به من دون رادع ومن دون خطة ومن دون التخفيف من قوة الارتطام، والايام المقبلة ستكون خطيرة جداً وقاسية حتماً، ومن معه قرش الأبيض فالايام السوداء آتية لا محال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!