الازمات الاجتماعيـة تـنـفجر في طــرابـلـس

 

لم يشهد الطرابلسيون وأبناء الشمال مشهد طوابير السيارات امام محطات الوقود في تاريخهم كما هو حاصل اليوم…
ازمات متلاحقة ومتعددة يرزح تحتها اللبنانيون عامة… ازمات بنزين ومازوت وربما قريبا حسب ما يشاع ازمة دواء قاسية بدأت ملامحها حاليا بفقدان ادوية وصولا الى رفع الدعم ليصبح سعر الدواء بدءا من مئة وخمسين الف ليرة.
هذه الازمات التي تطال كل اللبنانيين ستكون لها تداعياتها على الساحة الطرابلسية خاصة والشمالية عامة، كون طرابلس والشمال من اكثر المناطق اللبنانية حرمانا ولا سيما ان احياء طرابلسية تقع تحت خط الفقر بدرجات عالية وهي المدينة الني كانت حتى الامس القريب أم الفقراء يرتاد اسواقها جميع ابناء الشمال فاذا بها اليوم مدينة تبلغ فيها البطالة اعلى نسبة في لبنان تجاوزت الخمسين بالمئة وحيث تعيش فيها عائلات لا تجد قوت يومها وترى المرضى يحملون وصفات طبية يعجزون عن شرائها بسعرها الحالي يجولون بها من مكتب نائب الى آخر، فكيف الحال حين يرفع الدعم عن الدواء نهاية السنة الحالية حسب ما يشاع في المدينة؟
حينها من هو القادر على شراء حاجته الملحة للدواء؟ وماذا سيحصل للمرضى؟؟؟
في جولات بين الاوساط الشعبية الطرابلسية تلامس غضبا شعبيا بلغ مرحلة الانفجار والكفر بكل سياسيي المدينة والطبقة السياسية عامة ولسان حال هذه الاوساط يكاد يكون موحدا حيال قادة المدينة عندما تلاحظ اعداد العائلات الفقيرة تزداد وهي عاجزة عن شراء حاجاتها اليومية خاصة العائلات التي تضم اطفالا وتبحث عن السلة الغذائية وعن حليب اطفالها في المحلات فلا تعثر عليها …
وقد سجلت حالات عويل وصراخ في اكثر من محل نتيجة اسعار مرتفعة او لعجز عائلة عن ايجاد دواء . ويأتي من يتحدث عن رفع الدعم عن الدواء وهو من اساسيات المواطن في بلد انهارت فيه الليرة امام غول الدولار .
وقد اشارت مصادر الى ان نهاية هذا العام قد يجرع اللبنانيون الكأس المرة برفع الدعم عن الدواء وبدأت اوساط الصيدلة في اجتماعاتهم يتداولون هذه المسألة الخطيرة التي ستكون شرارة تلهب البلاد بحيث العائلات الفقيرة ستموت عاجزة عن شراء الدواء ولا سيما ان الكثير من ادوية القلب والسكري وغيرها بدأت تفقد من الصيدليات.
اما ازمات البنزين والمازوت فقد لاحت راياتها السوداء حاليا في طرابلس والشمال وكثير من اصحاب المحطات بدأوا بتخزين المحروقات من بنزبن ومازوت بانتظار رفع الدعم مع توقع ان يتصاعد سعر صفيحة البنزين الى ثمانين الف ليرة دفعة واحدة ويترافق ذلك مع فقدان مادة المازوت وارتفاع اسعارها الحالية الى حدود الثلاثين الف ليرة مع اقتراب فصل الشتاء ويؤشر ذلك الى ان المواطنين سيشهدون شتاء مفعما بالازمات وبالبرد وبخاصة القرى والبلدات الجبلية التي تكسوها الثلوج شتاء.
ومن يعبر طرقات الشمال بين طرابلس والمنية وعكار يفاجأ بمنظر مستجد لغالونات البنزين والمازوت على الطرقات العامة بعد ان نشطت حركة تهريب المحروقات وتلاحظ صبية وشباناً بالعشرات على الطرقات يبيعون غالونات البنزين والمازوت…
اما قارورة الغاز فمن المنتظر ان تقفز من ستة عشر ألف ليرة الى ستين الف ليرة فور رفع الدعم…
برأي فاعليات محلية ان طرابلس والشمال ستكون اكثر المناطق تضررا من رفع الدعم عن الدواء والمحروقات لانها المنطقة الاكثر فقرا باعتراف الجميع والاكثر حرمانا بين كل المناطق وعندئذ ماذا يمكن القول ازاء هذه الازمات الى تدفع بالبلاد الى الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي المريع؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!