الطريق إلى بعبدا صعب… باسيل يستعد لزيارة سوريـــ.ــا:”إدعموني”

حتّى الان، وبحسب المواعيد الدستوريّة، فإنّ الانتخابات النيابيّة قائمة في 15 أيار المقبل. وبدأت بعض الاحـــ.ــزاب إطلاق ورشة العمل الانتخابيّة، عبر إعلان أسماء مرشحيها في بعض الدوائر.

 

وتبقى الانظار متّجهة لمن ستؤول الاكثريّة النيابيّة، ومن سيكون رئيس الجمـــ.ــهوريّة الجديد بعد اقتراب انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون؟

 

وبحسب المعطيات، فإنّ هناك بعض المرشحين لرئاسة الجمهـــ.ــوريّة في الوقت الراهن. ولعلّ أبرزهم، والذي يعمل على تهيئة الطريق أمامه، هو رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل. لكنّ، هذا الحلم الكبير تواجهه عقبات كثيرة،

 

أهمّها تأمين الاكثريّة النيابيّة لفريق الثامن من آذار من جهّة، والخلافات بين باسيل و”حركة أمل” والكتل السياسيّة الكبيرة المعارضة من جهّة أخرى. فيرى مراقبون إلى أنّ نسف “إتّفاق معراب”، وتطيير التسويّة مع الرئيس سعد الحريري،

 

بالاضافة إلى عمق الخلاف بين باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، كذلك، التباين الواسع مع الحـــ.ــزب “التقدّمي الاشتراكي”، أفقد رئيس “الوطني الحرّ” ما يقارب الـ56 نائبا (مع احتساب النواب المستقيلين)، وهو عدد وازن وحاسم في أيّ عمليّة تصويت لانتخاب رئيس للجمـــ.ــهوريّة.

 

وتجدر الاشارة إلى أنّ تكتل “لبنان القوي” خسر حلفاء سابقين في الانتخابات الماضيّة، ولهم تأثير وتمثيل قوّي في دوائرهم، وأبرزهم رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوّض، والنائب المستقيل نعمة افرام.

 

توازيا، طرح تلميح باسيل يوم الاحد الماضي، خلال مؤتمره الصحفي الاخير، عن استعداده بزيارة سوريـــ.ــا للمساعدة في تقديم العون لعودة النازحـــ.ــين السوريـــ.ــين إلى بلدهم، وخصوصاً في هذا التوقيت،

 

بعض علامات الاستفهام. ورغم أنّ عودة النازحـــ.ــين موضوع أساسي، يعود إيجاباً على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، رأى مراقبون أنّ باسيل، ومع اقتراب موعد كلٍّ من الانتخابات النابيّة والرئاسيّة، بدأ بفتح قنواته باتّجاه دمـــ.ــشق،

 

لتوجيه رسالة إلى الرئيس الســـ.ــوري بشار الاسد “إدعموني وأنا مستعد لـ”التطبيع”. وطبعاً فإنّ إعادة العلاقات التجاريّة والاقتصاديّة والسياسيّة مع سوريـــ.ــا، تريح الوضع الاقتصادي داخليّاً، وتساهم بتهدئة التشنّـــ.ــج السياسي،

 

وخصوصا بعدما عاد الهدوء والسلام إلى أغلبيّة المناطق السوريّـــ.ــة، وبعدما بقي الاسد رئيساً للبلاد، وبدأت دول عربيّة كانت مقاطعة لدمشق بإعادة علاقاتها معها، كما أنّه يجري العمل على إعادة سوريـــ.ــا إلى جامعة الدول العربيّة وإلى الحضن العربي.

 

ويسأل مراقبون ما صفة باسيل الرسميّة لزيارة سوريـــ.ــا لتسهيل عودة النـــ.ــازحين إلى وطنهم؟ ويوضحون أنّ هذه كانت من المهام السابقة لوزير الدولة لشؤون النازحـــ.ــين،

 

وحالياً من صلاحيّة وزير الخارجيّة والمغتربين، أو عبر رئاسة الجمـــ.ــهوريّة أو الحكومة المخولة التواصل مع الاسد أو الحكومة الســـ.ــوريّة، والمنظمات الدوليّة والامميّة.

 

ويعتبر مراقبون أنّ من أبرز أهداف زيارة باسيل لسوريـــ.ــا الضغط على حلفاء دمشق في الداخل، لدعم الاوّل في الانتخابات النيابيّة والرئاسيّة،

 

وخصوصاً على “أمل” و”المردّة”. إلا أنّ هذه المسألة لن تكون سهلة بتاتاً. فالنائب والوزير السابق سليمان فرنجيّة يحظى بالدعم الاوّل من “الحـــ.ــزب”،

 

وطبعا من بري، في انتخابات رئاسة الجمـــ.ــهوريّة المقبلة. وجاء ما نقلته سابقا مصادر عن تيار “المستقبل”، بأنّ فرنجية مرشح الحريري للرئاسة ليصعّب الامور أكثر على باسيل.

 

والجدير بالذكر، أنّ علاقة المختارة ببنشعي أيضاً جيّدة، ما سيعطي لفرنجيّة أصواتاً لا بأس بها، توصله لبعبدا، مع احتساب أصوات كتل ونواب آخرين.

 

من هنا، يُشير مراقبون إلى أنّ التهدئة التي اعتمدها باسيل مع “الحـــ.ــزب”، من شأنها أنّ تساهم في فتح قنوات التواصل مع دمشق، نظرا لما لـ”الحـــ.ــزب” من حضور فاعل وقوي على الساحة السوريّـــ.ــة،

 

وحتّى وإنّ كان هذا التواصل ليس كافياً بحسب مراقبين لتأمين الاصوات اللازمة لفوز باسيل برئاسة الجـــ.ــمهوريّة.

 

ويؤكّدون إلى أنّ ما يحتاجه الاخير هو تسويّة شبيهة بالعام 2016، على الرغم من أنّ قيامها صعب حاليّاً، بعدما أصبح الاختلاف كبيرا جدّاً بين أبرز مكوناتها السياسيّة.

 

كارل قربان_لبنان24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!