اليوم الاول بلا “قرداحي”… ماذا بعد؟

بعد أقل من 3 أشهر على تعيينه وزيرا للاعلام، غادر الوزير جورج قرداحي مبنى الوزارة في الصنائع تاركا وراءه وزارة لم يتسن له حتى تصليح زجاجها المدمّر بفعل انفجـــــار الرابع من آب،

 

فالوزير “النجم” القادم من صلب عالم الاعلام، تحوّل بشخصه الى حدث لدرجة أنه بات من الطبيعي ان نقول ما قبل قرداحي وما بعد قرداحي.
وليس قرداحي الوحيد الذي غادر وزارته بهذه السرعة، فمن قبله مجموعة وزراء، لكل منهم أسبابه وظروفه،

 

اعلنوا استقالاتهم بصورة سريعة جدا من مجموعة حكومات، نذكر منهم الوزير غسان سلامة الذي ورد اسمه في مرسوم حكومة الرئيس ميقاتي في الـ 2005 والذي قام بتقديم استقالته قبل نيل الحكومة الثقة،

 

كما لا بد من العودة الى العام 1991 والى حكومة “الوحدة الوطنية” التي عيّن فيها سمير جعجع وزير دولة واستقال فور اعلان المراسيم ليتم استبداله بروجيه ديب،

 

بالاضافة الى الوزراء المسلمين الذين عينوا بحكومة الرئيس ميشال عون في العام 1988 والذين استقالوا فور اعلان الرئيس أمين الجميل مراسيم الحكومة.

 

وفي هذا المجال، تبدو استقالة قرداحي فريدة من نوعها ولا تشبه أية استقالة اخرى، اذ انها اتت بعد طلب واضح من الرئيس ميقاتي،

 

فباتت أشبه باعلان “حسن نية” أرسل مختوما من لبنان الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيسلمه باليد الى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

 

وتبدو الاستقالة أيضا بابا ينطلق منه الحديث عن عودة ولو بطيئة للعلاقات ما بين دول الخليج ولبنان، ونقول بطيئة لنؤكد ان وتيرة استعادة العلاقات الطبيعية لن تكون سريعة،

 

فتصحيح الأمور لن يحدث بين ليلة وضحاها، اذ اننا امام مسار جديد لا شيء فيه أكيد سوى نية لبنان ونية السعودية في التحاور والتواصل من جديد فكلاهما يدرك حاجته للآخر،

 

وكلاهما يعلم أهمية الحفاظ على الوحدة العربية التي ان استبعد او خرج لبنان منها، ستصبح تلقائيا غير متصالحة مع جغرافيتها وتاريخها ومستقبلها.

 

أما محليا، ووفقا لأحكام الدستور تسلم وزير التربية عباس الحلبي مقاليد وزارة الاعلام بالوكالة وقد يستمر على هذه الحال ان لم ير الرئيسان عون وميقاتي ضرورة لاصدار مرسوم تعيين وزير جديد للاعلام.

 

لكن وبعيدا عن المنحى الدستوري، يظهر الاتجاه السياسي لتبدو بنشعي محط اختيار الاسم الجديد الذي ستوكل اليه حقيبة الاعلام وفي ما يتعلق ايضا بالتوقيت المناسب للاقدام على هذه الخطوة.

 

وفي هذا المجال تؤكد مصادر خاصة ان “رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي أعلن من بكركي انه لن يطرح بديلا لقرداحي،

 

يظهر مرونة في التعاطي مع هذا الملف تحقيقا للمصلحة الوطنية وتأكيدا على مبادئه السياسية الرافضة للتعطيل والفراغ بأي شكل اتيا”.

 

وترى المصادر انه ” من باب الحفاظ على التوازن داخل الحكومة وعلى التوزيع الذي اعتمده الرئيس ميقاتي في تشكيل حكومة “معا للانقاذ”،

 

يدرس فرنجية مع حلفائه مجموعة احتمالات ممكنة قد يكون آخرها اعادة تسميته لشخصية جديدة تتولى منصب وزير الاعلام”.

 

وهذه الصورة التي من المرجح الا تتحول الى أزمة جديدة تضاف الى ازمات الحكومة، لا بد من ان تتضح معالمها مع بداية الأسبوع المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!