بالصور:مجموعة (IMD) تقيم مأدبة إفطار للكشاف المسلم في الميناء

مطر: تمسّكوا بهذا البلد في زمنٍ بات فيه الإخلاص للخارج

 

أقامت مجموعة إيهاب مطر للتنمية (IMD) مأدبة إفطار كشفية لفوج معاوية البحريّ بجمعية الكشاف المسلم في لبنان، وذلك في قاعة الفاروق المجاورة لمسجد عمر بن الخطاب- الميناء، بحضور النائب إيهاب مطر، القائم بأعمال بلدية الميناء القائمقام إيمان الرافعي، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمّد إمام ممثلًا بالشيخ فراس بلوط، رئيس جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية الشيخ ناصر الصالح، وقادة كشفيّون.

 

وبعد تلاوة قرآنية من القائد مؤمن صافي وعرض فيلم وثائقيّ بعنوان: “مفوّضية الشمال في عيون روادها”، وجّه النائب مطر تحيّة في شهر رمضان المبارك لجمعية كشاف المسلم التي وصفها بأنّها “أقدم الحركات الكشفية في لبنان والعالم الإسلامي”، حيث ألقى كلمة أكّد فيها أهمّية العمل الكشفيّ القائم على الالتزام بصورة رئيسة، وقال: “كلّنا نعرف أهمّية الكشافة في بلدنا وفي كلّ مكان في العالم، فالكشافة هي مدرسة الحياة، ومجموعة من العهود والقوانين التي يُقدّم فيها المتطوّع جهوده أمام الله، أمام الدّولة، أمام النّاس، وأمام نفسه، وفي هذا البيت الذي يجمع المتطوّعين الصغار منهم والكبار، فكانت همّة هذه الجمعية كبيرة وأهّلتها لتكون دائمًا مكانًا دافئًا ومهمًّا لكلّ شخص يحبّ التعلّم ويثق بنفسه ويعتمد على نفسه ليكون مواطنًا صالحًا”.

وتحدّث مطر عن أهداف العمل الكشفي، معتبرًا أنّ بناء المواطن الصالح هو هدف أساسيّ وواحد ترتكز عليه الكشافة بدءًا من الأشبال أو الجراميز، مرورًا بالكشافة أو الجوّالة، ووصولًا إلى تأسيس مجتمع صالح بدولة صالحة في ظلّ هدف واحد نتشارك فيه، “والمفارقة أنّ عالمكم، فيه الكشاف هو أخ (شقيق) لكلّ كشاف، لكن في عالمنا تُكسر الأخوّة من أجل المصالح الشخصية”.

وإذْ وجّه تحيّة جديدة لكلّ قطيع، فرقة، وعشيرة بالرحلة الكشفية، اعتبر أنّهم دائمًا على أتمّ الاستعداد لتقديم الخدمة، “خاصّة في الكشاف المسلم الذي حمل الأركان الخمسة كسلام، تحيّة وشعار، جمعية لطالما كانت الملجأ الصحي والآمن لتعليم الجميع على العمل الجماعي، وسْط نظام صارم يقوم على الاحترام والتجربة… وهذه هي الحياة فعلًا، عليها الاستمرار بالقانون، الالتزام والثقة.

وتابع قائلًا: “في زمن كثرت فيه الصعوبات المعيشية، النفسية والمعنوية محلّيًا، فإنّ الجميع يحتاج إلى فسحة أمل، ولمنصّة تكون متنفّسًا له وتُخوّله التعرّف على كلّ شيء جديد بجدّية وترفيه في الوقت عينه، ولهذا السبب نشدّد على أهمّية العمل الكشفي، بكلّ مراحله خاصّة في مدينتنا طرابلس التي يُعاني شبابها من البطالة، ويلجأ بعضهم لآفات كان بالغنى عنها”، مشدّدًا على أهمّية التعرّف على العمل والقوانين الكشفية بجدّية.

ورأى مطر أنّ إحياء النشاطات الكشفية في طرابلس، يُعبّر عن المشهد الحضاري الذي شهدت عليه المدينة حيث كانت تنهض بالصيغة التطوّعية التي لم تعرف يومًا العنصرية، الطائفية أو التقوقع، ما يُشير إلى صورة المدينة الفعلية وصورة الكشافة “التي نفرح حين نرى جهودها على الأرض ونرصد نتائج تعبها على سلوكيات وأخلاق متطوّعيها”.

وختم كلمته قائلًا: “بصراحة؟ يُمكننا أنْ نتعلّم منكم الكثير، بحيث تملكون القدرة على تعليم الجميع معنى الحرية بحدود، معنى إطلاق الوعود بالتزام، معنى العمل الدؤوب على قاعدة نفّذ ثمّ اعترض، من هنا نشير إلى أبرز وأهمّ بنود الكشفية، وما أجمل هذا البند: تمسّكوا بهذا البلد في زمنٍ بات فيه الإخلاص للمصالح وللأجندات الخارجية”، متمنّيًا التوفيق للجميع.

 

ممثل المفتي إمام

بدوره، قال الشيخ بلّوط: “إنّ كلمة سعادة النائب وكلمة القائد العام تُعدّ شرحًا مفصّلًا ودقيقًا لقوله تعالى وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا، فالكشاف المسلم يُجسّد حقيقة عباد الرحمن بأخلاقهم، قيمهم، أعمالهم ومبادراتهم، وأوّل صفة من صفاتهم كونهم عباد الرحمن، وأهمّ صفة في عباد الرحمن أنّهم يمشون على الأرض هونًا، ما معنى هونًا؟ التواضع والثقة بالنفس، لأنّ التواضع لا يأتي إلّا بالثقة بالنفس وهي مشروع، هدف، منهج وخطّة، ومن دونها تُسمّى تكبّرًا، أمّا الكشافة فيتربّى الإنسان فيها على كلّ هذه الأمور ويمشي عليها فلا يرى أمامه إلّا خطّته مع التقويم الدائم للمعالجة والتطوير بمشروع السلام”.

 

كلمة باشي

وكان ألقى المفوّض العام القائد خضر سراج باشي كلمة أكّد فيها أنّ هذا الفوج “ولّاد” يُتوارث من جيل إلى جيل، ليُحافظ على المبادئ، القيم والتعليمات التي نشأ عليها وتميّز فيها. وقال: “حين بدأت معارك غزة، كنّا أوّل مفوضية أيّ في الشمال لبّت النداء واستعدّت لحماية الوطن وأبنائه، تليها مفوضية البقاع ثمّ الجنوب وباقي المفوضيات، “لأنّ الشمال يُدرك أنّه كتف الأمان لجمعية الكشاف المسلم في لبنان، ودائمًا كان الملجأ الآمن في الوطن، ومرجعًا لقادة الجمعية بالتطوير”.

وبنبذة تاريخية، يُؤكّد أنّه منذ نشأة الجمعية عام 1912، تمّ تحويل الرسالة الكشفية إلى رسالة سلام، حيث “أُسلمت” الرحلة الكشفية التي دعت إلى السلام “الذي ندفع ثمنه تمامًا كالثمن الذي دفعه فوج الهبارية أيّ أقدم الأفواج الموجودة بكشاف المسلم، حيث استشهد ثلاثة منهم كانوا من أبناء الجمعية، حيث انتقلوا إلى الجامعة وأخذوا مقرًا ليكون مستوصفًا يخدم 32 قرية جنوبية، ولكن كتب الله لهم الشهادة التي لا تُعدّ بعيدة عن أبناء الكشاف المسلم بتضحياتهم التي قدّموها حتّى في معارك طرابلس، لذلك نقول لأبنائنا اعملوا لتبنوا البلد الذي يُشبهكم…”.

وفي ختام الاحتفال، قدّم الكشاف لكلّ من النائب مطر، الرافعي، والشيخ الصالح دروعًا تكريمية للمناسبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!