جورج قرداحي:لو طبق ما قاله

لأنه اعتاد الظهور أمام عدسات التصوير والكاميرات كانت لجورج قرداحي مواقف مثيرة للجدل منذ اليوم الأول لتلقّيه نبأ تعيينه وزيرًا للإعلام،

 

وحتى قبل تعيينه بشهر تقريبًا. فالتصريح الذي أدّى إلى قطع المملكة العربية السعودية علاقتها مع لبنان، وبعدها كرّت مسبحة دول الخليج العربي، جعل من جورج قرداحي “حديث البلد”، وهذا ما “أسكره”،

 

خصوصًا بعد إصراره على موقفه، وهو يعرف في قرارة نفسه أن إستقالته قد ترّطب الأجواء، وقد تكون مقدّمة لإعادة المياه بين لبنان والرياض إلى مجاريها الشبه طبيعية.

 

بهذه النمطية يتصرّف جورج قرداحي، ناسيًا أو متناسيًا أنه وفي أول تصريح له بعد عودته إلى بيروت عبر مطارها آتيًا من دبي،

 

طالب  وسائل الإعلام “بعدم استضافة السياسيين الذين يبشروننا بجهنم”، واصفا لبنان بأنه في “حالة هبوط اضطراري وأنه من واجبهم بعث نفحة أمل وإيجابية لدى الناس.”

 

وقد أثار موقفه هذا موجة من الإستنكار من معظم وسائل الإعلام والإعلاميين، الذين رأوا فيه تدّخلًا سافرًا من قبل وزير إعلام لم يكن قد سخن مقعده الوزاري بعد، رافضين كل محاولات تدجين الإعلام، وهذا ما لم ينجح به أحد من قبل.

 

فلو طبّق جورج قرداحي ما طالب به وسائل الإعلام على نفسه، عندما إستضيف في حلقة حوارية لكنّا في غنىّ عن أزمة طويلة وعريضة مع السعودية وغيرها من الدول العربية الشقيقة.

 

فلو لم يبدِ رأيه في مسألة لا علاقة لها لا من قريب أو من بعيد بمشاكل لبنان التي لا عدّ ولا حصر لها، لكنّا وفرّنا على أنفسنا المزيد من التموضعات السياسية غير المجدية.

 

كان في إمكانه، بكل بساطة، تفادي الإجابة عن السؤال، الذي له علاقة بحـــــرب اليـــــمن. وكان في إمكانه أيضًا الأ يكون طرفًا في صراع لا ناقة له فيه ولا جمل.

 

لو طلب من هذه المحطّة التي إستضافته عدم إستضافته بإعتباره شخصًا “يبشرنا بجهنم”، لما كنا قد وصلنا إلى ما وصلنا إليه، خصوصًا حتى ولو كان هذا الجهنم في بلد آخر غير لبنان،

 

وهو يغلي على نار الصراعات الإقليمية، والتي تطال شرارتها لبنان من حيث لا يريد، أو على الأقل هذا ما لا يريده معظم اللبنانيين الذين يطالبون بـ”حياد” لبنان عن صراعات الآخرين، لأن “ما فيهم مكّفيهم”.

 

وكان عليه أن يعرف نفسه أنه أول “المبشرين بجهنم”، وقد أصبحنا بفضله وفضل غيره في مهبّ الرياح الإقليمية،

 

وقد جاءت محاولة إغتيال رئيس الوزراء العراقـــــي مصطفى الكاظمي لتزيد الأمور تعقيدًا، أو ربما قد تكون دافعًا لحوار إقليمي أجدى وأنفع من أسلوب المسيّرات المفخّخة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!