حزب الله والإبادة الجماعية !!!

يرزح لبنان تحت وطأة شظف العيش بسبب سياسات حزب الله التي زجّت البلد في صراعات لا ناقة له بها ولا جمل وبسبب السلطة المتعاقبة منذ عام ١٩٩٢ حتى اليوم المتلطّية بحماية الحزب وإيران، فإحتدمت الأهوال ولم يبقَ هناك حلٌّ سوى الحياد لمصلحة لبنان كي يسير لبنان في طريق عودته إلى سويسرا الشرق !!!

عمدت إسرائيل إلى فرض قواعد إشتباك جديدة على المستوى الإقليمي ليس فقط على المستوى الحدودي، فإسترسلت بقصف المفاعلات النوويّة ومراكز الصواريخ الدقيقة والحرس الثوري في إيران وغرف العمليات في سوريا دون أي تصريح من محور الممانعة يستدعي الرّد إلى أن سقط أحد عناصر حزب الله في الغارة الأخيرة ممّا إستوجب ردّه في وقت لا يحتمل الرّد، والعالم ينتظر؛
تزامنت هذه الأحداث مع موقف البطريرك “مار بشارة بطرس الراعي” والّذي تمثّل بالحياد لمصلحة لبنان حيث لاقى قبولاً من كافّة الأطراف السياسيّة إلّا “حزب الله” وذلك بتصريح واضح من “بكركي” وهذا ما دفع الحزب إلى التخطيط من أجل فرض طوق سياسي على موقف البطريرك وتوقيف مروحة إتصالاته الهادفة لتعزيز الإستقرار اللبناني وجاءت الغارة الإسرائيلية كدواء ناجع بالنسبة للحزب غير آبهين لا للبنان ولا لشعبه وذلك بحجّة تهديدات أمينه العام السابقة التي وطّدت حتميّة الرّد على إسرائيل من الداخل اللبناني …

نجحت إسرائيل في إستدراج حزب الله الّذي يعيش حالة ضخمة من الإنتشاء بإنتصاراته الوهميّة إلى شرك الحرب التي تريدها، فالحزب بدأ بالتّحضير العسكري والميداني متبوعاً ببروباغاندا إعلاميّة واسعة ظنّاً منه أنّه سيحفظ ماء وجهه لدى حاضنته الشعبية وأنّ الظروف ستنقضي كما إنقضت حرب تموز في عام ٢٠٠٦ مُغيّباً عن إستراتيجيّته الدعم الدولي المقطوع عن لبنان بسببه معوّلاً على تصريحاته وإتصالاته التي ستُحوّر نظرة المجتمع الدولي له من ميليشيا مسلّحة إلى جبهة مقاومة وبهذا يكون قد إنقضّ على قيام الدولة في لبنان؛
ما برحت إسرائيل تُنزل صواريخها على دول محور الممانعة لعلمها أنّ الرد سيكون عبر حزب الله أو حركة حماس وعندما إستحكمت بفخّها صرّح وزير الحرب الإسرائيلي السابق “نفتالي بينيت” أنّه أي رصاصة تُطلق ستكون من هاتين الجهتين والرد سيكون على لبنان مباشرةً وهذا ما تريده إسرائيل لتعزيز صورة “نتنياهو” في الإنتخابات القريبة والنتيجة ستكون إبادة جماعيّة …

رديفاً للمفاوضات القائمة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران والورقة هي حزب الله من الطبيعي أن تكون النتيجة في حال وقوع التسوية أو الرفض هي ضربة عسكرية تقضي بإعادة ضبط قواعد المحور الممانع حسب ما يرى أمين الحزب المُغيّب عن كواليس إيران التي أدركت أنّ مصالح نظامها وبقائه تكمن في تدوير الزوايا مع الولايات المتحدة الأميركية وهذا الوقت الأنسب بنظر جميع الأطراف لتظهير الإخراج الملائم؛
الحرب المُنتظرة لن تكون كما ينظر إليها حزب الله ولا جمهوره، فإسرائيل تضوّرت جوعاً حتى تصل إلى هنا والإطاحة ب “قاسم سليماني” كانت بوابة المسار في المتغيّرات الإقليمية التي ستحصل وتقويض مواقف البطريرك الراعي الّذي قال “الحياد إلا بالصراع مع إسرائيل” الذي يرمي لبناء الدولة القوية برؤية مطبخ الحزب لها كنقطة ضعف يستطيع الإلتفاف من خلالها على “الراعي” بزجّ لبنان في صراع مع إسرائيل وقتل النتيجة المرجوّة من الشعب المنتفض الذي أيّد موقف الراعي !!!

يتخبّط حزب الله في تصرّفاته ويعمل جاهداً على لملمة ساحته عبر إقامة التسويات في مناطقه التي إمتهن كراماتها تارةً وعبر القرارات الإقليمية تارةً أخرى، فهو لا يرى في النّاس سوى وقود إنتخابي ومصلحة إيرانية لم تعد تقتضِ تتجدّد عند كل إستحقاق سياسي وهذا ما أدركته غالبيّة النّاس، وكما دأبت منظمة التحرير ها هو يدأب في الإجهاز على لبنان وشعبه وشنق حياتهم لو كان يعلم …

ربيع طليس – صوت بيروت انترناشونال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!