سعد الحريري قلها بصراحة..انسحبت

منذأكثر من ثلاث سنوات، يعيش تيار المستقبل ومناصروه حالة ضياع سياسي بسبب تردد سعد الحريري في اتخاذ موقف واضح من العمل السياسي. وهذا الامر يترك جمهوره معلقاً ، خصوصاً بعد القرارات المصيرية الذي اتخذها بعد العام ٢٠٠٥ من خلال قيامه بتسويات ساهمت في تكريس منظومة الفساد والانهيار مما يحمله مسؤوليات كبيرة .لذلك فهو لم يعد بامكانه ان يحتفظ بإرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وبينما تتحرك المنطقة، وتعيد الطوائف والأحزاب تموضعها، خصوصاً بعد التحولات السورية والإقليمية، يواصل الحريري تجاهل كل المتغيّرات، وكأن الزمن توقف.
كما ان الأمانة تجاه الناس لا تحتمل التلاعب بمصير آلاف الموظفين الذين عملوا في مؤسسات الحريري الاعلامية والخدماتية يجدون أنفسهم في ضياع مستمر من دون اي حقوق، او ضمانات، وبلا أي وفاء. من إقفال جريدة “المستقبل” بشكل مفاجئ، إلى صرف الموظفين من تلفزيون “المستقبل”، إلى إقفال المؤسسات التربوية والاجتماعية التابعة له ، اضافة الى الاستغناء عن خدمات عدد كبير من موظفيه القريبين جدا منه والذين عملوا باخلاص الى جانبه لسنوات وفاءً لمسيرة والده الشهيد .
لذلك فان الاكيد ان كل ما حصل جاء دون أي خطة واضحة او سعي جدي لتعويض هؤلاء الأشخاص الذين ضحّوا بسنوات عمرهم من أجل مشروع سياسي بات، للأسف، أقرب إلى السراب.
هؤلاء الموظفون كانوا، ولأشهر وسنوات، يتقاضون رواتبهم بتأخير متكرر ومهين ، وكانوا دائما يُطلب منهم الصبر، لاسباب متعددة واهمها الظروف الصعبة حسب تبريرات القيمين على شؤونه، ولكن ليتبيّن لاحقا أن من صبروا طويلا رُمي بهم في الشارع بشكل مهين.
وكان اخر القرارات العشوائية المتخذة من قبل سعد الحريري طرد مئات من الموظفين والأمنيين العاملين في بيت الوسط مما يشير انك اتخذت قرارك النهائي بإقفال هذا البيت وما حصل قبل يومين في بيت الوسط يزيد العدد بعد طرد ١٠٠ موظف من العاملين هناك.
فالوقت لم يعد يسمح بالمراوغة لا الناس تنتظر، ولا البلد يحتمل، حرر جمهورك، حرر الساحة، واترك المجال لمن يريد أن يعمل.
فليس العيب ان تقولها بصراحة انك انسحبت….
اما المفاجأة الصاعقة فان هناك من يحاول ان يقدّم نفسه وريثا شرعيا لمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو أحمد الحريري.
ولكن في الحقيقة ان احمد لا يمثل سوى نفسه ، وهو ولا يُشبه تلك التجربة لا في الأداء، ولا في الكاريزما، ولا في الرؤية، ولا حتى في القدرة على التواصل مع الناس أو تحمّل المسؤولية.
فرفيق الحريري لم يختره يوما ليكون وريثه السياسي، فإن توريث القيادة لأحمد هو مجرّد وهم وسراب يسير خلفه وللاسف فهو يصدقه.