شارعان الى انفجار والليرة الى انهيار

كتب داني حداد في موقع mtv:

تشهد حرارة الطقس ارتفاعاً مع انتصاف شهر تموز. رطوبةٌ في الأجواء يزيدها حدّةً التقنين في الكهرباء والمولدات معاً. ولكن، للحماوة مصدر آخر في هذه الأيّام، ودرجات حرارته تفوق تلك المناخيّة بكثير.

بات إعلان سعد الحريري عن اعتذاره عن تشكيل الحكومة محسوماً. هو سيعقد اليوم ثلاثة اجتماعات مصيريّة، وقد تكون شكليّة أيضاً إذا كان تراجعه عن قراره غير وارد.

سيلتقي الحريري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة التي وصلها فجراً.

ثمّ يعود الى لبنان ليلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. أما إعلان الاعتذار فسيكون، في حدٍّ أقصى، مساء الخميس.

وتشير المعلومات الى أنّ اعتذار الحريري سيعقبه انفجارٌ في الشارع السنّي المؤيّد لرئيس تيّار المستقبل، والذي سيعبّر عن غضبه عبر إقفال طرقات.

يتلاقى الغضب المستقبلي مع غضبٍ بلغ أوجه أمس وهو مرشّح للاستمرار في خطواتٍ تصعيديّة حتى الرابع من آب المقبل،

من قبل أهالي شهداء انفجار المرفأ الذين هاجموا منزل وزير الداخليّة محمد فهمي، وهو الحلقة الرسميّة الأضعف في قضيّة رفع الحصانات عن الأسماء التي استدعيت للاستماع إليها من قبل القاضي طارق البيطار.

سينفجر الشارعان إذاً، بعنوانين مختلفين. ولعلّ أولى ضحايا هذا الانفجار ستكون، حتماً،

الليرة اللبنانيّة، حيث يتوقّع أن يشهد الدولار ارتفاعاً بعد اعتذار الحريري، ليتجاوز خطّ العشرين ألف ليرة للمرة الأولى في تاريخ لبنان.

وسيطرح اعتذار الحريري، على بساط البحث، ملف خلافته، وبات حتميّاً أن يُكلَّف رئيس حكومة من قبل قوى ٨ آذار، وتحديداً من الثلاثي التيّار الوطني الحر، حزب الله وحركة أمل.

علماً أنّ المعلومات تؤكد أنّ هويّة الخلف ليست محسومة، وقد لا نكون أمام تكليفٍ سريع، ولا، خصوصاً، أمام تأليفٍ قريب.

أيّامٌ حاسمة وصعبة تنتظر لبنان. العين ستكون على الشارع، والقلب يبقى على الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!