ضبط “تهريبة” الاورنج المـــ.ــخدر “يجنب لبنان تأجيج التـــ.ــوتر مع الخليج”

لا نغالي اذا قلنا بإننا نَحارُ ماذا يجب علينا أن نفعل في جمهورية مطعّمة بنكهة الليمون والحامض والرمان، وقبلها البطاطا المحشوة بملايين حبوب الكـــ.ــبتاغون المخـــ.ــدّرة، هل نبكي أم نضحك؟

 

هل نبكي بلداً بات يحتل مرتبة متقدمة في زراعة وتصنيع وتهريب المـــ.ــمنوعات في منطقة الشرق الأوسط متقدماً على أفغـــ.ــانستان وباكـــ.ــستان والمغرب؟

 

أم نضحك من شرّ بلية إنتشار نحو ٣٠ معملاً لصناعة الحبوب المـــ.ــخدّرة وتحديداً الكـــ.ــبتاغون، في مناطق بقاعية متاخمة للحدود مع سوريـــ.ــا وأحياناً متداخلة جغرافياً مع أراضيها؟

 

طبخ وتصنيع وتهريب، كلها عوامل سهلة و موجِبة أدت الى وضع لبنان في مصاف الدول المتقدّمة في صناعة المـــ.ــخدرات،

 

وبالتالي على اللائحة السوداء عالمياً.
وتحت الأمر الواقع سياسياً وأمنياً، تشتغل معامل الكـــ.ــبتاغون بأحجامها الصغيرة والمتوسطة بدينامية كبيرة داخل الأراضي اللبنانية،

 

فيما تنشط المعامل الكبيرة وعددها نحو ٧٠ داخل الأراضي السوريـــ.ــة بشراكة ووحدة مصير ومسار” بين المصنّعين والمهرّبين في البلدين.
في الواقع، لا يحتاج إنشاء معمل لتصنيع الكـــ.ــبتاغون لتوافر عناصر نادرة الوجود وصعبة المنال،

 

فالمعمل هو عبارة عن مختبر أدوية يديره إختصاصي في علم الكـــ.ــيمياء، ويعمل تحت بند ” صناعة دوائية” تنقصه الرخصة فقط.

 

ظاهرة تصنيع و تصدير المـــ.ــمنوعات من لبنان الى الدول العربية، وتحديداً المملكة العربية السعودية،

 

بدأت منذ العام ٢٠١١ من اندلاع الحـــ.ــرب السوريـــ.ــة التي دفعت بالمصنّعين السوريـــ.ــين الى الهرب مع آلات التصنيع من المناطق المشتعلة في سوريـــ.ــا الى المناطق الحدودية النائية، وبدءاً من العام ٢٠١٨ سطع نجم هذه الحبوب نظراً لكلفة تصنيعها الزهيدة،

 

مع إستيراد أجهزة تقنية متطورة للتصنيع من الصين، مقابل مردود مالي مرتفع، وعلى رغم توسيع مروحة التصدير الى دول عربية وخليجية عدة إلا أن السعودية بقيت السوق الأولى المستهدَفة من قبل المهرّبين.

 

الأجهزة اللبنانية المعنية بمكافحة آفة تهريب المـــ.ــمنوعات لا تألو جهداً في هذا السياق، وهي تمكنت من تفكيك نحو ١٧ مصنعاً في شرق البلاد خلال السنوات الثلاث الأخيرة،

 

وضبط كميات كبيرة من الحبوب المـــ.ــخدرة موضبة بطرق إحترافية عالية داخل خضار أو مواد بناء أو الآت أو أخشاب،

 

كان آخرها أمس مع ضبط الجمارك اللبنانية لشحنة “ليمون أفندي” كانت في طريقها الى الكويت.
مع تحوّل لبنان الى مصدّر،

 

وفي كثير من الأحيان الى محطة عبور للحبوب المـــ.ــخدرة من سوريـــ.ــا الى الدول العربية، سيتذكر حتماً قارىء هذا المقال “نشيد الحـــ.ــشاشين” الذي إشتهر منذ ثمانينيات القرن الماضي والذي يقول مطلعه” دوّرها دوّر دوّر….وعطيني شحطة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!