طائف جديد في لبنان وعون بمواجة العالم مجدداً

بات لجهنم اللبنانية عاداتها وطقوسها أبرزها التهافت علي  الصيدليات والمراكز التجارية لشراء الأدوية وحليب الأطفال،

ولا فرق بطوابير اللبنانيين بين بيروت ودبي سوى بتقدم الأخيرة سنوات ضوئية عن عاصمة الإشعاع والنور العربي التي حوّلها حكام لبنان إلى مجرد مدينة بائسة وفقيرة.

في معرض استعراض الوضع الراهن في لبنان  ، يستعين  ديبلوماسي عربي بمقولة  كارل ماركس الشهيرة  “التاريخ يعيد نفسه مرتين، المرة الأولى كمأساة والثانية كمهزلة” في سياق توصيف الواقع اللبناني الحالي ،

انطلاقا من تكرار  تجربة ميشال عون بالحكم ، الأولى عبر حكومة عسكرية والثانية عبر مسار طويل من التعطيل أفضى إلى تسوية غير متكافئة مع سعد الحريري فإنفجرت الازمة بوجه الجميع.

المستجد وفق الديبلوماسي المذكور ، يكمن بالنفود الايراني المطلق ما  دفع الولايات المتحدة الى إعادة كل حساباتها والعودة إلى متابعة الملف اللبناني وترك مهمة المداولات المحلية إلى الفرنسيين ،

بمقابل ذلك توحي المؤشرات الأخيرة عن تراجع السعودية عن سياسة الإنكفاء التام وكذلك استعادت سوريا دورا اكثر فعالية باعتبار لبنان يعد الخاصرة الرخوة لسوريا بشتى المجالات السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية.

المهزلة الحالية  القائمة على احزان اللبنانيين ومعاناتهم اليومية قلبت المعادلات والتوازنات التي ارساها إتفاق الطائف الشهير حيث  كان المدخل لانهاء تمرد عون،

و تشكل المدخل لانهاء حالة شاذة من جديد قوامها الاستئثار بالحكم وفرض بدع دستورية تخالف الطائف.

انطلاقا من ذلك، بات العالم يدرك عجز لبنان عن إدارة نفسه، وبالمقابل ليس من طرف عربي ودولي يبدي استعدادا لمد يد العون الا بشروط قاسية عنوانها إجراء إصلاحات جدية و وقف عملية “البلف” تجاه الدول المانحة.

تتباين الاراء ، حول الاجتماع الاميركي والفرنسي في الرياض والبحث بكيفية التعامل المشترك مع الازمة العاصفة  والذي يأتي عمليا  استكمالا لمحادثات على مستوى وزراء الخارجية،

ولكن متابعين للشأن اللبناني يعتبرون بأن المحادثات لا تعكس اهتماما الا بلجم بلجم  الانحدار  بالقدر الممكن الى حين وضع تصوّر واضح قد ينتج تسوية دولية جامعة تعيد لبنان إلى المسرح الدولي.

هذا ليس بالأمر المتاح في المدى المنظور، فورشة التغيير الفعلي  ستنطلق مع نهاية عهد عون رغم بوادر  تمرد جديد يطلقها التيار الوطني الحر عبر التحذير من الفراغ الكامل،

خصوصا في ظل رؤية مشتركة عربيا و دوليا ترفض الاستهتار الحاصل في تشكيل الحكومة وتؤكد على وجوب اتباع الأصول الدستورية بغض النظر عن رهانات السلف او حسابات الخلف المستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!