“فالتة”… ماذا يجري داخل السوبرماركت؟

أسعار السلع والمواد الغذائيّة “فالتة” والتجار “راعيينها” في لبنان، لا ‏حسيب ولا رقيب مثلٌ ينطبق على السوبرماركت والمحال التجارية، التي ‏شهدت إرتفاعاً خيالياً. ‏

 

وعَمِد الكثير من المحال التجارية إلى إزالة التسعيرة عن معظم السلع، ‏الأمر الذي يُشكّل إحراجاً كبيراً للمواطنين الذين بات معظمهم غير قادر ‏على تأمين إحتياجاته اليومية. ‏

 

والأمر المُلفت أيضاً أنّ عمليات التسعير تتمّ أحياناً بشكل يومي ولأكثر ‏من مرّة في اليوم الواحد، إذ إرتفعت أسعار بعض السلع لأكثر من ‏‏70%.‏

 

وعن دور حماية المستهلك في هذا الإطار، أوضحت نائب رئيس جمعية ‏المستهلك في لبنان د. ندى نعمي في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أنّ ‏‏”السؤال يجب أن يُوجّه لوزارة الإقتصاد فنحن كجمعية نُراقب المخالفات ‏ونرفعها للوزارة، لكنّ بالطبع هناك ضعف بالمراقبة وفوضى”. ‏

 

وقالت: “القانون يُلزم المتاجر بالاعلان عن الأسعار، إنما في دولة منهارة ‏من سيقوم بالمحاسب”؟. وأشارت إلى أنه “من المُؤكد أنّ المواطن هو ‏الحلقة الاضعف بالأزمة نتيجة تدهور القدرة الشرائية والارتفاع غير ‏المسبوق بالأسعار”.‏

 

وعن الإرتفاع السريع بالأسعار بمُجرّد تغيّر سعر الدولار، وعدم الإلتزام ‏بخفضها بالسرعة ذاتها عند نزوله، ذكرت نعمي أنّ “البعض يَعمد إ‏تغيير الأسعار 5 مرّات في اليوم كما حصل في الأسبوع المُنصرم،

 

‏نتيجة الإرباك الذي شهدته السوق السوداء حيث شهدنا تقلّبات مُتسارعة ‏بسعر الدولار خلال ساعات قليلة، بالتالي من الطبيعي أن نشهد عدم ثبات ‏في السوق إذا بقيت مضاربات العملة لأن ما يهمّ التاجر رأسماله والربح ‏المادي، فقد اعتاد على تحقيق أرباح أضعافاً مضاعفة”. ‏

 

ووضعت نعمي هذا الأمر “برسم وزارة الاقتصاد، فحماية المستهلك ‏تحاول الضغط، لكن في ظلّ وجود دولة ضعيفة وسيطرة التجار لا أحد ‏يلتزم للأسف”. ‏

 

أمّا عن غياب الدور الفاعل لوزارة الاقتصاد، أجابت:

 

“الوزارة تقوم ‏بعملها حسب إمكانياتها، إذ هناك نقص بعدد المراقبين، ولا قرارات ‏صارمة، واللوم يقع على الدولة كلها لأن مسؤولية المراقبة والمحاسبة ‏مشتركة على الجميع بما فيهم الناس، والمحاسبة في لبنان عبارة عن ‏محاضر ظبط حسب القانون، والحقّ على النظام الأعوج في البلد”. ‏

 

شكاوى كثيرة تتلقاها الجمعية من المواطنين، وفق نعمي، التي أكّدت أن نسبتها شهدت زيادة كبيرة مؤخراً ومعظمها يتعلّق بالأسعار وجودة ‏المنتجات ومخالفات المولدات الخاصة”.

 

وكشفت أن الشكاوى تتزايد ‏بنسبة كبيرة خلال الازمات مثلا عند انقطاع البنزين والاحتكارات التي ‏تحصل”.‏

 

وختمت نعمي بالتأكيد “نحن كجمعية مهمتنا الدفاع عن المستهلكين ونقوم ‏بزيارات يومية للأسواق، لكن عملنا لا بيكتمل إلاّ بتطبيق القوانين ‏والمحاسبة، نحن في النهاية سلطة رأي عام”. ‏

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!