لبنان في ظل حكومة إنقاذ والمعطلين يطلعوا برّا

انبرى الوسط السياســـــي إلى التمحيص في مكونات الحكومة وهوية وزرائها المعروفة والمستترة بهدف استكشاف حقيقة الاحجام السياســـــية بما في ذلك الثلث المعطل من عدمه،

 

لكن كل القوى السياســـــية والأطراف الخارجية باتت على ادراك باستحالة المراوحة وبات الجميع على المحك عبر الانصراف للجم الانهيار الحاصل و تأمين المعالجات الفورية.

 

دون الاستغراق في فك طلاسم تكوين الحكومة، ينبغي القول بأن  معاناة الناس وذلهم اليومي ساهما في  فرض اكثر المعادلات السياســـــية  تعقيدا .

 

وما كان من سبل متاحة الا التخلي عن السقوف الســـــياسية المرتفعة والرضوخ وتشكيل حكومة بعد 13 شهرا من المراوحة  تخللها تفويت الوقت  وإهدار  الفرص لإنقاذ اللبناني .

 

انطلاقا من ذلك  فان المواطن العادي لا يابه لحسابات اهل السياســـــة  بقدر قلقه على المصير وخوفه على مستقبل أولاده ، لذلك لن  تنفع الأعذار والتبريرات في عدم تحقيق  إنجازات تعيد الأمل إلى اللبنانيين والثقة بالدولة.

 

الحكومة الحالية تعتبر  بمثابة حكومة عهد عون الأولى والأخيرة، ما يضع الجميع أمام الامتحان حيث  لن تنفع نغمة الشكوى من التعطيل او انتهاج مبدأ  رفع المسؤولية والقائها على الأطراف الأخرى، كما جرت العادة في الحكومات السابقة  ،

 

فوفق الاجواء الأخيرة لتشكيلها واتجاه  التيار الوطني الحر لمنحها الثقة ليس من قدرة مستقبلا التهرب من المسؤولية  وممارسة شعبوية باتت رائجة مع اقتراب موعد  الانتخابات النيابية و الذي تعهد رئيس الحكومة بإجرائها في مواعيدها على منبر قصر بعبدا.

 

وفق رأي مراقبين، فان الحكومة العتيدة في سباق مع الزمن وليس من متسع لمهلة سماح وعليها الشروع في خطوات فورية وجدية ، ذلك أن  الوضع المعيشي لا يحتمل التسويف كونه  يتدحرج نحو القعر ،

 

في حين ان أبرز التحديات لاستعادة ثقة الخارج  تكمن في العودة إلى انتهاج النأي بالنفس الذي اثبت صحته كخيار لتحييد لبنان عن صراعات وتجاذبات الاقليم ،

 

كما  إعادة الانفتاح  على المحيط العربـــــي كون اول الغيث الجهود المبذولة لاستجرار الغاز المصـــــري والكهرباء من الاردن.

 

وفق هذه الاجواء ، يمكن التوقف عند دعوة  الرئيس نجيب ميقاتي بصفتها  إشارة سياسيـــــة   بالغة الدلالة  لناحية دعوة المعطلين “يطلعوا برا” فالمعاناة ثقيلة و لا تحتمل الدلع السياســـــي المعهود ،

 

خصوصا وان تشكيل الحكومة تزامن مع رفع الدعم عن المحـــــروقات وسلع أخرى  ما يفرض تلقائيا اتخاذ  اجراءات مواكبة لتخفيف الاعباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!