لهذا السَبب جنبلاط يرفعُ الصوت!

يبدو أن “انجاز” تشكيل الحكومة العتيدة وضعَ في الثلاجة حالياً بحجة ذرائع باتت معلومة بالشكل ولكن في الخفاء لا أحد يمكنه التّكهن بـ “الطبخة” التي تحضّر على نار هادئة، بالرغم من ضخّ أجواء من التفاؤل وتسريبات تتعلق بالتسميات وتوجّه للرئيس المكلّف لزيارة قصر بعبدا خلال اليومين المقبلين، ولكن العبرة تبقى في “الخواتيم” السعيدة، خاصة وان بعض المراقبين يربطون عملية التأليف واستقرار الوضع اللبناني بانجلاء المشهد الاقليمي.

اعلان

حال التفاؤل هذا لا ينسحب على زعيم الاشتراكي وبالأمس قال كلمته ومشى، موضحاً رداً على سؤال عن التواصل بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري، “لا تواصل بيننا” مستطرداً “والله انا حكيتو وأريد التحفّظ هنا عما قلت له وما سمعته منه”، و”يبدو انهم يعملون على خلق عقدة درزية وهي غير موجودة. لكن اذا كان الإتجاه وفق هذه الطريقة فمن الأفضل ان نتعاطى مع الحكومة المقبلة كما فعلنا مع حكومة حسان دياب”.
اذاً، يبدو ان سيد المختارة منزعج لا بل “غاضب” من مسار الوضع الحكومي ملمحاً الى زجّ الاشتراكي “ببوز المدفع” ووضعه كمعرقل في عملية التشكيل.
مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة أكد في اتصال مع “ليبانون ديبايت” ان “المشهد الحكومي حتّى الساعة لا يبعث على أمل بأن هناك تغيراً في ذهنية مقاربة ملف تشكيل الحكومات، وهذا ما يعطل قيام الحكومة الجديدة”.
أضاف: “نحن اليوم بأمس الحاجة لقيام حكومة واليوم نشهد مؤتمراً دولياً لمساعدة لبنان انسانياً، إلّا ان الاخير لن يقدّم أي دعم مالي للبنان كدولة في ظل غياب حكومة ونحن نخسر فرصة تلو الفرصة، فقد خسرنا فرصة المفاوضات مع صندوق النقد ونكاد نخسر بالكامل المبادرة الفرنسية وبالتالي نحن ذاهبون اليوم لنخسر كل ما تبقى من إمكانيات الصمود الاجتماعي والمعيشي والاقتصادي في حين أننا بلغنا الاحتياط الالزامي وكل ذلك يتطلّب وجود حكومة قادرة على اتخاذ القرارات، من هذا المنطلق يرفع الصوت وليد جنبلاط حرصاً منه على عدم الوصول الى الانفجار الشامل على كل المستويات”.
حول ما تسرّب من أجواء حكومية من خلال الاتصال بين زعيم الاشتراكي والرئيس المكلّف وخلق عقدة درزية، أعلن حديفة “عدم السماح لأي جهة ان تضع الحزب الاشتراكي في مواجهة تشكيل الحكومة وهو كان من أبرز المسهّلين لولادة الحكومة حتى لو كان على حساب مشاركته وهو أمر معلن، ولكن بين الحين والآخر نسمع بعض التسريبات نستشف منها أن هناك من يريد ان يخترع عقدة غير موجودة”.
وقال: “اعيد ما قاله جنبلاط في اسوأ الاحتمالات وفي حال وصلت الامور الى حائط مسدود فيما يتعلق بالتسميات لن نشارك في هذه الحكومة ونتعاطى معها كما تعاطينا مع حكومة دياب، لهذه الدرجة سنكون مسهلين!”.
كيف ينظر “الاشتراكي” الى دخول بريطانيا الى الملف اللبناني من خلال الزيارة المرتقبة لوزير شؤون الشرق الأوسط في المملكة المتحدة جيمس كليفرلي وهو اول مسؤول بريطاني رفيع يأتي الى لبنان بعد انفجار المرفأ؟
يشير حديفة الى ان هذه الزيارة البريطانية “تأتي في سياق سعي المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، ولكن المشكلة ان اللبنانيين مصرّين على عدم مساعدة أنفسهم وتحديداً من هم في موقع المسؤولية، يأتي الموفدون الفرنسيون وغيرهم من الموفدين الدوليين وكل لديه مصالحه ومواقفه المعلنة ولكن المسؤولية الاولى والاخيرة تقع على أنفسنا من خلال الذهاب الى تشكيل حكومة والبدء بوضع برنامج للاصلاحات بأسرع وقت ممكن وتالياً التفاوض مع المجتمع الدولي للحصول على دعم مالي يمنع الجوع خاصة بعد التحذيرات التي أطلقها البنك الدولي امس من ان نصف الشعب اللبناني بات تحت خط الفقر”.
وختم مفوض الاعلام في “الاشتراكي” صالح حديفة: “على كل سياسي معني في هذا البلد ان يقوم بمسؤولياته كل من موقعه والاجدى بالتوجه الى تشكيل الحكومة والذهاب الى ترشيد الدعم والسماح له ان يذهب فقط الى الفقراء والمحتاجين وعدم السماح للمهربين والمحتكرين استغلال السلع والمواد المدعومة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!