من يسبق في التصـــــعيد الحريري ام باسيل

لاسباب كثيرة، داخلية وربما خارجية، يزداد التصـــــعيد السياســـــي بين القـــــوى والاحـــــزاب، حتى ان الخطاب الاعلامي يتجه صعودا الى مستويات غير مسبوقة،

 

ولعل الاشـــــتباك الاكبر في السياســـــة والاعلام هو بين “التيار الوطني الحر ” و” تيار المستقبل”، حيث وصل الامر بالرئيـــــس سعد الحريري الى المطالبة باستقالة الرئـــــيس ميشال عون.

 

الهـــــجوم السياســـــي لتيار المستقبل قد يكون مرتبطا بالكثير من الظروف الشعبية والاقليمية، ومن الواضح ان الحريري ،وبعد ان تخلى عن رئاســـــة الحكومة واعتذر عن عدم التكليف، قرر التركيز على واقعه السياسي اولا، والشعبي ثانيا.

 

اليوم يمر لبنان باســـــوأ اوقاته الاقتصادية والمعيشية والنقدية، في ظل كباش سياســـــي اقليـــــمي كبير، الامر الذي يقفل الابواب امام تسويات داخـــــلية كبرى ويفتح المجال  امام مناورات شعبوية لا تعد ولا تحصى تمهيدا للانتخابات المقبلة.

 

في الكواليس يحكى ان تيار “المستقبل” سيقوم بالتصـــــعيد تجاه رئيس الجمـــــهورية ميشال عون شخصيا، وليس ضد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل،

 

اذ ستزيد المطالبة بإســـــتقالة الرئيس من منصبه وربما سيتم مواكبة هذا المطلب على الصعد كافة، الامر الذي سيزيد من حجم التوتـــــر الشعبي في لبنان.

 

لكن خطوة المستقبل، او حجمها على الاقل ستكون مرتبطة، وفق بعض المصـــــادر ،بعملية تشكيل الحكومة خصوصا ان هناك وجهة نظر داخل بيت الوسط

 

تقول ان التصعـــــيد الكبير ضد الرئيس  عون قد يؤثر على حراك الرئيس نجيب ميقاتي، في حين ان هناك رأي آخر يعتبر ان الامر لن يؤثر على التأليف الحكومي.

 

واعتبرت المصادر انه، في المقابل، يبدو ان “التيار الوطني الحر” ينتظر  ايضاً معرفة مصير الحكومة، اذ ان ما طرحه باسيل عن الاستـــــقالة من مجلس النواب امس، قد يكون تصعيـــــده النهائي والكبير قبل الانتخابات النيابية وهو بات مطروحا بشكل عملي.

 

وترى المصـــــادر ان باسيل لا يريد التشويش على رئيس الجمهـــــورية وتوجيه ضربـــــة قاسية لعملية التشكيل، من خلال اي اســـــتقالات سريعة من المجلس النيابي، ولذلك فإن التيار ينتظر التطورات الحكومية ليبني على الشيء مقتضاه.

 

من الواضح ان الطرفـــــين الاكثر ميلا للتصـــــعيد هما “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل”، وقد لا تكون صدفة ان يكونا معا الاكثر تأثراً بتداعيات المرحلة الماضية،

 

فهل يكون التصـــــعيد مجرد مسعى لشد العصـــــب الشعبي، ان انه نتيجة اعادة ترتيب الاولـــــويات؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!