موسم الحرائق يهدد لبنان الأخضر … الوعي مطلوب أولا

لبنان على موعد اعتباراً من منتصف الأسبوع المقبل مع موجة حارة هي الأولى لهذا العام، حيث من المتوقع أن تلامس درجات الحرارة الـ40 اعتباراً من يوم الأربعاء، بحسب ما أشار المتخصّص في الأحوال الجوّية وعلم المُناخ الأب ايلي خنيصر في تقريره الأسبوعي.

هذه الموجة، وإن اعُتبرت عادية لمثل هذا الوقت من السنة، إلا أنها ستحمل تحذيراً مرتفعاً من إمكانية اندلاع الحرائق مع ارتفاع مؤشرها بشكل كبير، ما يعيد الى الأذهان مشاهد النار والحرائق التي اندلعت في السنوات الماضية وقضت على مساحات حرجية كبيرة.مؤشر الحرائق الى ارتفاعوفي هذا الإطار،

يفيد رئيس مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام أنه، مع اشتداد موجة الحر منتصف الأسبوع المقبل بحيث تلامس الحرارة ٤٠ درجة، يتوجّب الانتباه من ارتفاع مؤشر الحرائق أي احتمال حدوث حرائق في مختلف المناطق اللبنانية، إضافة الى اتباع كل الإرشادات التي أصدرتها المصلحة،

محذّراً من حدوث الحرائق “التي بدأ موسمها باكراً ويُحتمل أن يستمر الموسم الى أوائل شهر تشرين الأول، لذا مع التغيير المُناخي وطول مدة الفترة الزمنية للحرائق الانتباه ضروري جداً.”

ومن هنا، دعا افرام قوى الأمن، الجيش، الإطفاء، الدفاع المدني والصليب الأحمر الى الإبقاء على الجهوزية، ومراقبة كل المناطق المعرّضة للحرائق، والتدخّل فور نشوب أي حريق، واعتقال مفتعلي الحرائق وإعلان أسمائهم،

إضافة الى ضرورة مؤازرة البلديات والجمعيات في إطفاء الحرائق، والعمل على منع إمتدادها الى المنازل، وتحضير الطوافات وصيانتها لتكون جاهزة عند الضرورة.الوضع كارثيفي هذا الإطار، يعتبر رئيس “حزب البيئة العالمي” ورئيس خبراء حماية الصحة والبيئة العالمية والمستشار الدولي لشؤون البيئة العالمية والمُناخ ومستشار الهيئة العليا للإغاثة في السراي الحكومي الدكتور دوميط كامل، أن الغابات في لبنان في وضع مزرٍ جداً، لأنها مهدّدة بالحريق بشكل كبير جداً،

وخصوصاً بعد التغيّر المُناخي العالمي، مشيراً الى أن النُفايات الموجودة داخل الغابات على اختلاف أنواعها، تشكل عاملاً خطيراً على هذه الغابات.

كامل فنّد في حديث عبر “لبنان 24” الأسباب التي تؤدي الى هذا الارتفاع الكبير في مؤشر الحرائق، إذ انه إضافةً الى التمدّد العمراني والكثافة السكانية والمصانع التي دمّرت مساحات واسعة، أدى دخول النازحين السوريين بشكل عشوائي الى البلاد الى تدمير ما تبقّى من مساحات خضراء،

لا سيما وأنهم يلجأون الى قطع الأشجار وبيعها بهدف تجارة الخشب والحطب، في ظل الغلاء الكبير في أسعار المحروقات، مشيراً الى أن هذا العام سُجّل ارتفاع في نسبة اقتلاع الأشجار وقطعها، ما أدى الى خسائر فادحة جداً في الثروة الحرجية.

ولفت كامل الى أن المطلوب اليوم، على وقع التحذيرات من ارتفاع موجة الحرائق، الانتباه الشديد من أي عاملٍ قد يؤدي الى ارتفاع نسبة الحرائق، إضافة الى وضع استراتيجية واضحة والرفع من جهوزية التعامل مع الغابات منعاً لأي سيناريو كارثي، مبدياً أسفه لعدم وجود أي جهوزية في هذا الإطار، نظراً للأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها البلاد، وارتفاع أسعار المحروقات وتراجع التمويل،

ما يؤدي الى عدم القدرة على تحسين وضع الإطفاء في البلاد.
ودعا ضومط الى العمل على إعادة وضع خطة للتشجير لمواجهة يباس الأشجار، آملاً أن تتمكن وزارة البيئة من إيجاد الحلول المطلوبة لإعادة التوازن البيئي في الأحراج.

قد تكون البيئة كما الأحراج من ضحايا الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد وأكثرها تضرّراً، إلا أن الوعي وإدراك المخاطر المكلِفة يبقيان العامل الأبرز الذي من الضروري العمل عليه والاستثمار فيه منعاً لأي تطور دراماتيكي اكبر في ثرواتنا الحرجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!