وماذا بعد هل سوف يبقى الوضع على ما هو عليه

في وطن مثل لبنان، لا تستغربوا إذا لم يدركوا أصحاب السلطة الفاسدة وهلة وحجم الكارثة والمصيبة الّتي نقبع فيها.

في وطن مثل لبنان، لا تستطيع سلطة أن تنسى مصالحها لبناء وطن حقيقي.

في وطن مثل لبنان، ماتت الإنسانية ومات الضمير عند هكذا سلطة.

فسقطت كل الكلمات الّتي تتحدث عن مدى عمق الأزمة الّتي دخلنا فيها، وبدأت تعلو أصوات الناس.

ومعها بدأ إنفجار الشارع الّذي سيمتد على مساحة الوطن، ليبلغ العنان ويسمع كل ظالم وفاسد صوت كل لبناني مظلوم.

منذ عدّة أيّام شهدنا على أكبر مصيبة، قد أعلنتها دولتنا العزيزة وهي رفع الدعم. ولم يعد يجدي الكلام نفعاً سوى التفكير، ماذا سوف تكون نتيجة هكذا قرار؟
وبسبب هكذا قرار بدأ قطع الطرقات الّذي لا نتيجة له سوى خنق المواطنين.

فالثورة الحقيقية ليس بقطع الطرقات في أماكن لا تؤذي فيها مصالح و أعمال هذه السلطة الفاسدة.

قطع الطرقات يعتبر هروب و ليس وسيلة للضغط. فالثورة الحقيقية تبدأ بالمواجهة، عندما نقرّر أن نقطع كل أوصال الدولة، عندما نقرّر أن نعطّل أعمالهم بقطع الطرق عليهم.

مع بداية إنفجار الشارع، عادت السلطة للحديث عن البطاقة التمويلية، ولكن مع بعض الفرق. فقد كان من المقرّر أن يعطى كل مواطن مبلغ وقدره ١٠٠ دولار، ولكن تفاجأنا البارحة أنّهم سوف يمنحون مبلغ أقل من ١٠٠ دولار.

و حتّى عدد العائلات الّتي سوف تستفيد من البطاقة قليل جداً، فهم يعتبرون أنّ من يملكون أموال في المصارف لا داعي لإعطائهم بطاقة تمويلية فسوف يسمحون لهم بأن يحصلو من خلال المصرف على ١٠٠ دولار من حسابهم كل شهر.

و لكن ربما هذا ليس السبب الحقيقي. فلقد إعتدنا على هذه السلطة، سلطة الفساد الّتي دائما تريد أن تملك كل شيء ولو على حساب حياة شعبها.

ربما كل هذه الإقتراحات من أجل البطاقة التمويلية فقط من أجل سرقة القرض الّذي منحنا إيّاه البنك الدولي للشعب من أجل المساعدة.

لم نعد نسمع شيئاً عن القرض الّذي سوف يقدّمه البنك الدولي للشعب اللبناني. لماذا؟ ما سبب كل هذا التكتّم عن الموضوع؟ ما هي اللعبة الّتي تُحْبَكْ للبنان؟ و ما تداعيات خفض نسبة العائلات المستفيدة من البطاقة التمويلية؟

كل هذه التساؤلات، موجودة في أذهان الجميع. ولكن ما زلنا ننتظر قرارات هذه السلطة.

وفي ظلّ هذه الأزمة، زادت قيمة ودائع السلطة في المصارف السويسرية 2.6 مليار دولار  ليصبح مجموع الودائع اللبنانية 7 مليار دولار.

لو فكّر السياسيين أن يقدّموا 2.6 مليار دولار للشعب اللبناني من أجل المحروقات ودعم بعض السلع الأساسية لكان الحال أفضل، او حتّى من أجل البطاقة التمويلية.

ولكن كل هذا الكلام لم يعد نافعاً، لقد حان الوقت لإسقاط هذه المنظومة الفاسدة. والبدأ الفوري بعملية الإصلاح و محاربة الفساد. فلا يمكن لدولة أن تزدهر إذا ما تخلصنا من هذه الأشواك الّتي تعيق تقدّمنا و إستمرارنا في الحياة.

لقد إنتظرنا كثيراً، وحاولنا إقناع أنفسنا بأنّ تشكيل الحكومة من قِبَلِهم ربما سوف يكون حلّاً لخروجنا من هذه الأزمة، ولكن لقد حان الوقت لقطع كل أوصالهم والبدأ بمحاربتهم. فإسقاطهم سوف يعيد للبنان الأمل بغد أفضل.

لقد حان الوقت للذهاب إلى إنتخابات مبكّرة تكون بدايةً للقضاء على فسادهم المستشري في كل الدوائر الرسمية. دعونا ننتخب ضمائرنا، ونعيد للبنان مجده و ازدهاره.

 

نوال العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!