50 ألف قطعة أثرية تروي أسرار الفراعنة.. والمتحف المصري الكبير بتكلفة مليار دولار يفتح أبوابه للعالم

يترقب العالم خلال الساعات المقبلة لحظة تاريخية بامتياز مع الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، المشروع الثقافي الأضخم في القرن الحادي والعشرين، والذي بلغت تكلفته نحو مليار دولار ليُجسّد عظمة الحضارة المصرية القديمة بروح معاصرة تجمع بين التراث والحداثة.
يقع المتحف على
هضبة الجيزة على بُعد كيلومترين فقط من الأهرامات، ويُعدّ
أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يمتد على مساحة تقارب
300 ألف متر مربع ليقدّم تجربة غير مسبوقة في عرض التاريخ المصري من عصور ما قبل الأسرات حتى نهاية العهد اليوناني الروماني.
ويضم المتحف
أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مراحل تطور الحضارة المصرية عبر آلاف السنين، من بينها
50 ألف قطعة نادرة مخصصة للفحص والدراسة والترميم داخل
مركز الترميم الأكبر في الشرق الأوسط، الذي يمتد على مساحة تتجاوز أربعة آلاف متر مربع. أما قاعات العرض الرئيسية، التي يبلغ عددها 12 قاعة، فتحتضن نحو 24 ألف قطعة معروضة ضمن المرحلة الأولى للافتتاح التجريبي.
ومن بين أبرز معروضات المتحف
تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يتوسط البهو الرئيسي بارتفاع 11 مترًا ووزن يقارب 83 طنًا، ليشكّل أيقونة المتحف وأحد رموزه الأكثر شهرة. كما يضم المتحف مجموعة مذهلة من المومياوات، والمجوهرات الملكية، والأدوات الجنائزية، والنصوص المقدسة التي تكشف تفاصيل دقيقة عن
حياة المصريين القدماء وعقائدهم وطقوسهم اليومية.
تعود فكرة إنشاء المتحف إلى
بداية التسعينيات حين طرح وزير الثقافة الأسبق
فاروق حسني فكرة بناء متحف ضخم يليق بحضارة مصر، بعد ملاحظة تكدّس القطع الأثرية في المتحف المصري بالتحرير. واستغرق إعداد الدراسات والتحضيرات نحو أربع سنوات، قبل أن يتم
وضع حجر الأساس عام 2002 في موقعه الحالي المطل على الأهرامات.
مر المشروع بعدة مراحل إنشائية دقيقة شملت بناء مركز الترميم، ثم أعمال التسوية والتصميم، قبل أن يبدأ التنفيذ الفعلي في عام
2012، ليتحوّل الحلم إلى صرح معماري مهيب يُجسّد
التكامل بين العمارة الحديثة وروح الحضارة الفرعونية، حيث صُمّم على هيئة كتلة هندسية مائلة تستقبل
أشعة الشمس القادمة من قمم الأهرامات الثلاثة.



