ترامب يتبنى رؤية رفيق الحريري.. مفاوضات مع إيران ورفع للعقوبات عن سوريا

لقد فعل دونالد ترامب في زيارته للشرق الأوسط ما كان اليسار يطالب أمريكا دومًا بالقيام به، فهو يعطي فرصة حقيقية للسلام.

 

ووفقاً لتقرير نشره موقع The National Interest، فإن الرئيس ترامب يقلب عقيدة السياسة الخارجية الأميركية رأسًا على عقب، على عكس نهج “الصقور” في واشنطن، وذلك من خلال التواصل مع سوريا وإيران، فهو لا يريد تحييد الشرق الأوسط بعيدًا عن المواجهة فحسب، بل يسعى أيضًا إلى التفوق على روسيا.

 

تحمل خطواته الكثير من الوعود. فبدلاً من أن يكون أداة بيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يسعى إلى توريط أمريكا في حرب مع إيران، قلب ترامب السيناريو، ففي الرياض، وجه ترامب رسالة لطهران، قائلاً إنه مستعد للتوصل إلى اتفاق معه، وكلماته مباشرة وواضحة: ”في حالة إيران، لم أؤمن أبدًا بوجود أعداء دائمين. أنا مختلف عما يعتقده الكثير من الناس. أنا لا أحب الأعداء الدائمين… أريد عقد صفقة مع إيران“.

 

من جهتها، أظهرت طهران استعدادًا للتجاوب، إذ لمّحت إلى إمكانية التعاون النووي مع الإمارات، بالتوازي مع فتح الباب أمام الاستثمارات الأميركية.

 

فيما يتعلق بملف سوريا، يبدو أن ترامب يسير في الاتجاه الصحيح. ففي يوم الأربعاء، التقى ترامب بالرئيس السوري أحمد الشر، وكان هذا أول لقاء من نوعه بين رئيس أمريكي ورئيس سوري منذ خمسة وعشرين عاماً، ورغم من طلب نتنياهو من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا، إلا أن لكن ترامب تجاهله وقال: ”إنه يريد منحهم فرصة للعظمة“.

 

في الواقع، إنه يقدم أكثر من ذلك، فكما أشار الشيخ بهاء الحريري، نجل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الرئيس رفيق الحريري مؤخراً، فإن هذا التوجه يخلق إمكانية تحقيق سلام واستقرار أوسع في المنطقة.

 

وكتب بهاء الحريري في منشور على منصة “إكس” يوم الثلاثاء:

 

“نرحب بالقرار الأمريكي الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته للمملكة العربية السعودية برفع العقوبات عن سوريا، وهي خطوة طال انتظارها وتمثل نقطة تحول حاسمة نحو استعادة الاستقرار في سوريا والمنطقة.

 

هذه الخطوة توفر فرصة حقيقية لإنعاش الاقتصاد السوري وإطلاق عملية إعادة الإعمار وإعادة دمج البلاد في العالم العربي. فالشعب السوري الذي عانى طويلاً من الحرب والعقوبات يستحق دعماً دولياً صادقاً لإعادة الإعمار والمصالحة.

 

ويرى لبنان في هذا التطور فرصة لتعزيز التعاون العربي على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ونعتقد أنه سيساعد أيضا على تسهيل العودة الكريمة والآمنة للاجئين السوريين للمساهمة في تعافي بلدهم.

 

كما ندعو المجتمع الدولي إلى متابعة خطوات عملية لدعم إعادة إعمار سوريا والحفاظ على وحدتها واستعادة مكانتها في الأسرة العربية.”

 

فالصراع الذي عصف بالشرق الأوسط ليس تطوراً طبيعياً أو قدراً محتوماً، بل هو نتيجة صعود حكام مستبدين إلى السلطة استغلوا شعوبهم المضطربة، مقدمين وعودًا زائفة بالقومية العربية كما فعل عبد الناصر، أو دينية متشددة كما فعل الخميني، ولكن هناك مساراً آخر، وقد اتبع الرئيس رفيق الحريري هذا المسار في لبنان إلى أن اغتيل بوحشية في شباط/فبراير 2005 بشاحنة مفخخة انتحارية لحزب الله.

 

لقد استحق الرئيس رفيق الحريري الإعجاب والإكبار لشجاعته وتصميمه وسياساته المستنيرة. لقد كانت إنجازاته عديدة، بما في ذلك اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، وهو الصراع الذي احتدم لمدة ستة عشر عاماً ودمر البلد الذي كان مزدهراً ذات يوم.

 

كان رفيق الحريري صاحب رؤية ثاقبة دافع عن النمو الاقتصادي من خلال الاستثمار في البنية التحتية وخفض الضرائب على الأفراد والشركات لإعادة لبنان إلى مجده قبل الحرب، واليوم تحظى تلك الرؤية بفرصة ثانية، وعلى المنطقة ألا تضيّعها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!