“الشتوية مطوّلة”… لا أمطار حتى نهاية الشهر

دخلنا شهر تشرين الثاني، ولا تزال ملامح الطقسين الخريفي والشتوي بعيدة. لا أمطار، لا غيوم، لا ثلوج، ولا رياح باردة، باستثناء بعض المناطق ليلاً. فالحرارة المرتفعة نسبياً ما زالت تفرض سيطرتها على الأجواء في لبنان.
رئيس قسم التقديرات السطحية في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي، محمد كنج، يتحدث لموقع “لبنان الكبير” عن حال الطقس وتأخر الأمطار والأجواء الشتوية قائلاً: “الشتاء تأخر، وهذه السنة مشابهة للعام الماضي، فالأمطار ستتأخر أيضاً. فرص تشرين الثاني ضعيفة بالنسبة للأمطار، ومن الممكن أن تبدأ مع نهايته، إذ تُرجّح التقديرات أن تبدأ الشتوية فعلياً في كانون الأول”.
الحرارة مرتفعة
ويضيف كنج: “كما هو متعارف عليه في لبنان، بين تشرين وتشرين صيفٌ ثانٍ، وهذه المقولة مجرَّبة، وتظهر بوضوح هذا العام، إذ حتى الثامن من هذا الشهر لن نشهد تراجعاً ملموساً في درجات الحرارة”.
ويتابع موضحاً: “درجات الحرارة خلال الأيام الحالية أعلى من معدلاتها في البقاع بنحو 10 درجات، وفي بيروت بحوالى 6 درجات. وهنا نتحدث عن المعدلات القصوى، فعلى سبيل المثال تسجّل الحرارة القصوى في بيروت نحو 31 درجة فيما معدلها 25، أما في البقاع فمعدلها 20 درجة في حين تسجّل حالياً 30 أو 31 أحياناً”.
ويشير إلى أن “الطقس دافئ خلال النهار وبارد نسبياً خلال الليل، لكن درجات الحرارة لا تزال أعلى من معدلاتها”.
المتساقطات
أما عن الأمطار، فيقول كنج إنه “من المبكر الحديث عنها، لكننا لا نزال دون المعدلات، إذ تتراوح حالياً بين 50 و60 ملم. فمثلاً، بلغت الكمية المتساقطة في طرابلس نحو 8 ملم، وفي بيروت سُجّلت 33 ملم، وهو أمر جيد ولافت يشكّل تقريباً 50% من المعدل، لكن من المبكر الحديث عن كمية الأمطار النهائية”.
ويشرح الأسباب قائلاً: “السبب هو سيطرة مرتفع جوي على منطقتنا يقوم بدفع المنخفضات بعيداً، فيما الدوامة القطبية لا تزال بعيدة، وتأثيرها يقتصر حالياً على الحوضين الغربي والأوسط للبحر المتوسط. هذه المناطق تنعم بالأمطار، أما الحوض الشرقي فلا تزال الأجواء فيه مستقرة، ولم تظهر حتى الآن إشارات إلى اندفاع كتل باردة تغيّر حالة الطقس”.
ويضيف: “طالما الضغط الجوي مرتفع، سيبقى الطقس مستقراً من دون تغييرات جذرية. لكن اعتباراً من الثامن من هذا الشهر، أي يوم الجمعة أو السبت تقريباً، سنشهد تراجعاً في درجات الحرارة، وإن شاء الله تتساقط الأمطار، لكن حتى الآن لا مؤشرات إلى منخفض جوي فعّال”.
قلب الشتاء
ويختم كنج حديثه لموقع “لبنان الكبير” بالإشارة إلى أنه “لا يزال من المبكر الحكم على ما إذا كان ما نمر به طبيعياً أم لا، إذ يمكن تقييم الوضع عند نهاية شهر تشرين الثاني. قلب الشتاء يمتد بين كانون الثاني وشباط، ويشكّل كانون الأول وخصوصاً كانون الثاني ربع كمية المتساقطات السنوية، لذلك من المبكر الحديث عن كون السنة جافة أو غير جافة”.



