ترامب لن يرحل بسهولة… فهل يُطلق حرباً؟

كان من المتوقّع ألا يجعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسليم السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن عملية سلسة أو سلمية، لكن السؤال الآن بات حول ما سيفعله ترامب لتوريط إدارة بايدن قبيل تسلّمها البيت الأبيض، فالأيام السبعون المتبقية له حتى حفل التنصيب في 20 كانون الثاني المقبل كافية لاتخاذ قرارات تتسبّب في فوضى وتمس الأمن القومي وقد تشمل عملاً عسكرياً خارجياً. ومع مضاعفة الطعون القضائية، ودعوة الوكالات إلى عدم التعاون مع فريق بايدن، أقدم ترامب على إقالة وزير الدفاع مارك إسبر، ما اعتبرته رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي دليلاً على نيته «زرع الفوضى» في أيامه الأخيرة.
وهناك مخاوف كبيرة لدى الحزب الديموقراطي من أن يقدم ترامب على القيام بعمل عسكري ضد إيران، وفي هذا الإطار ذكر مسؤولون في وزارة الدفاع (البنتاغون) في جلسات خاصة أن ترامب يريد من إقالة إسبر تمهيد الطريق لعمليات علنية أو سرّية ضد إيران، فالإقالة تفتح الطريق لاتخاذه قرارات خاصة بالجيش كان إسبر يرفضها. وأوضحوا أن إسبر اختلف مع ترامب بشأن طريقة التعامل مع إيران وقتل الجنرال قاسم سليماني، على عكس كريستوفر ميلر الذي عيّنه ترامب قائماً بأعمال وزير الدفاع بأثر فوري، فقد كان قوة دافعة في بعض سياسات ترامب المناهضة لإيران.
ويؤكد مصدر مطلع في واشنطن أنه في حال اتخذ ترامب قراراً بشن هجوم على إيران فإن القيادات السياسية والعسكرية في الحزب الجمهوري قد لا تخالفه الرأي، لافتاً إلى أن هناك توقّعات بأن يبقى ترامب أهم شخصية في الحزب بعد الانتخابات. وبيّن المصدر أن هناك خططاً موضوعة في «البنتاغون» قد يلجأ إليها ترامب، تتركز على ضرب المواقع النووية الإيرانية، موضحاً أنه في حال صعّدت إيران الرد فإن المواجهة ستتّسع بشكل كبير.
وأردف أن مؤيدي ترامب يرون أن الهجوم على إيران سيسد الطريق أمام أي تفاهم ثنائي بين إدارة بايدن والقيادة الإيرانية في المرحلة المقبلة. وفي سياق يدعم تلك الرؤية، أوفد ترامب مبعوثه الخاص بإيران إليوت أبرامز إلى المنطقة، تمهيداً لقدوم وزير خارجيته مايك بومبيو 18 الجاري، وسط حديث عن إعداد إدارة ترامب حزمة عقوبات جديدة، وصفت بأنها «طوفان»، وبأنها «ستشمل برنامج الصواريخ البالستية» وستقطع التبادل التجاري بين إيران والدول المحيطة بها، لإيصالها إلى مرحلة اليأس، وتوريطها في الإقدام على عمل يستدعي مواجهة.