لبنان في تشرين: أين الأمطار !

“بين تشرين وتشرين صيف تاني”. تصحّ هذه المقولة في أيّامنا هذه، حيث يشهد لبنان درجات حرارة مرتفعة وفوق معدّلاتها الموسميّة خلال النّهار. وبدل أن يتنعّم اللّبنانيّون بخريفٍ معتدل، ها هم يجدون أنفسهم في صيفٍ جديد يفصلُهم عن فصل الشّتاء.
يُشير رئيس مصلحة الأرصاد الجوّية في مطار بيروت الدّوليّ مارك وهيبة إلى أنّ “لبنان يشهد الطّقس الدافئ مع تأخّر تساقط الأمطار كلّ بضع سنوات”، لافتاً إلى أنّ “مقولة “بين تشرين وتشرين صيف تاني” صحيحة، ما يعني أنّ لبنان لطالما شهد هكذا طقس خلال هذه الفترة من السّنة”.
ويُضيف، في حديث لموقع mtv: “ما يحصل حالياً مألوف، لكنّ الخوف يكمن في أن تتكرّر هذه الظّاهرة خلال السّنوات المقبلة، فليس بالضّرورة أن نشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة خلال تشرين الأوّل وتشرين الثّاني كلّ عام”.
ويقول وهيبة: “محور الأرض ليس عموديّاً، والأرض منحنية حوالى 23,7 درجات، لذا هذا الانحناء يخلق الفصول الأربعة”، موضحاً أنّ “خلال فصل الصّيف، تكون منطقتنا مواجهة للشّمس لذلك نحظى بأكبر كميّة من التّدفئة خلال فصل الصّيف، أمّا خلال فصل الشّتاء يُصبح لبنان في منطقة عالية بالنّسبة الى الشمس، فتصل أشعّتها إلى حدود خط الاستواء أي جنوب مصر، لذلك يُصبح لبنان بعيداً عن الشّمس وتصل البرودة أكثر، أي أنّ وضعيّة الأرض تُبعد “تسخين” الشّمس لمنطقتنا، فنشهد منخفضاتٍ جوّية وبَرْداً وأمطاراً وثلوجاً”.
ويشرح وهيبة أنّ “لبنان الآن في مرحلة انتقاليّة”، لافتاً إلى “عوامل مناخيّة مثل مسيِّرات كبرى تؤثّر بالطّقس”.
ويُتابع: “ظاهرة النّينيو تلعب دوراً على صعيد الطّقس عالميّاً، وهي تُعتبر أحد العناصر المؤثّرة لناحية أن نشهد سنوات غزيرة بتساقط الأمطار من عدمه”.
ويوضح وهيبة، أنّ “لبنان حالياً في مرحلة غير واضحة، أي في مرحلة متوسّطة (Neutral)، ولسنا في النينيو وفي النينيا بل نتوسّطهما، وننتقل من مرحلة الى أخرى، من دون أن نعلم إذا كنّا سنصل الى النينيو أو سنبقى في المرحلة الحالية المتوسّطة، من هنا، فإنّ ظواهر الطّقس التي تشبه الصّيف تسيطر على لبنان”.
أين الأمطار؟ وهل سيتأخّر تساقطها لأسابيع إضافيّة؟ يلفت وهيبة، إلى أنّ “بحكم تغيّر موقعنا من حيث وجهة الشّمس، في الأسابيع المقبلة، سنبتعد عن عوامل التّدفئة، ومن المرجح أن تصل المنخفضات الجوّية الى لبنان”.



