“الاعتداء على مواطن لبناني لانتقاده حزب الله “
بعد أكثر من 30 عاماً من تدمير حياة المدنيين اللبنانيين الاجتماعية والسياسية، يأمل المواطنون بمستقبل أفضل وأكثر توافقا بين المجتمع وخالٍ من الحرب، حيث يرى العديد من المواطنين أن حزب الله الذي تقوده إيران هو المسؤول الوحيد عن الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 2000 لبناني حتى الآن.
وظهر كره اللبنانيون للحزب في مواقف عديدة ولكن الحزب يرهب المواطنين ويمنعهم من إبداء آراءهم. وخلال الساعات الماضية، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، يظهر اعتداء عدد من مناصري حزب الله على شاب في مدينة صور جنوب البلاد.
ووثق المقطع المتداول قيام مناصرين لحزب الله بضرب الشاب عامر حلاوي أثناء وجوده في أحد مقاهي صور، بتهمة شتم الحزب وزعيمه وقتلاه، علماً أن الحقيقة أنه في يوم قصف إسرائيل سيارة القيادي البارز في حزب الله محمد ناصر بمنطقة الحوش في مدينة صور (الأربعاء 3 يوليو)، كانت ابنة حلاوي موجودة قرب المكان المستهدف عند أقاربه، وفق صحف لبنانية محلية، أي أن ابنته كانت معرضة للموت بسبب الحزب ومعاركه المتواصلة مع اسرائيل.
وتلقى حلاوي، الذي كان موجوداً في ذلك الوقت بأحد النوادي الرياضية، فيديو من منزل ابنة عمه فيه صراخ وعويل، ويظهر الزجاج متساقطاً على ابنته، فما كان منه إلا أن انفعل قائلاً: “إنو شو مرقوا من هيدا الشارع، وليه بدو يمرق من هونيك، عارف في ناس كتير”. وبدأ بالسباب والشتم.
ليتدخل أحد الأشخاص الموجودين معه في النادي بالدفاع عن حزب الله وقيادييه، معتبراً أنهم “بيمرقوا محل ما بدن”. فدب خلاف بينهما، ليحل بتدخل الشباب في النادي، ثم يتفاجأ حلاوي في اليوم التالي، أثناء وجوده في المقهى، بوصول نحو 15 شاباً، انهالوا عليه بالضرب المبرح، ما أدى إلى دخوله المستشفى لساعات.
علماً بأن حلاوي يصنف نفسه بأنه من “بيئة حزب الله”، حسب ما صرح في فيديو نشره على حسابه في فيسبوك روى فيه تفاصيل الحادثة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الاعتداء فيها على من ينتقدون حزب الله. فكثيراً ما تداولت مواقع التواصل مشاهد مماثلة، فضلاً عن فيديوهات لمواطنين من “بيئة حزب الله” يبدّلون في أقوال كانوا أدلوا بها انتقدوا فيها الحزب.
يشار إلى أنه بعد نحو أسبوع على بداية الحرب في غزة (7 أكتوبر) والاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، انتشرت حملة على وسائل التواصل في لبنان تحت شعار “حتى لا يتكرر الماضي لبنان لا يريد الحرب”.
بعدها اتسعت الحملة، واتخذت شكلاً آخر، حيث ترافقت مع حملة إعلانية انتشرت فيها اللافتات على الطرقات، كما انتشر شعار الحملة على نطاق أوسع على منصات التواصل، سواء بشكل رسائل أو عريضة يوقعها المواطن تأكيداً على رفضه الحرب، وعلى إجماع بين اللبنانيين على ذلك.