إنقطاع متواصل للكهرباء في طرابلس: تقنين أم معاقبة؟

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

فوق كل الأزمات التي تمرّ بها طرابلس والشمال، والوضع المعيشي الصعب والغلاء، تأتي الكهرباء لتشكّل بانقطاعها المتواصل هذه الفترة مشكلة المشاكل، فهل هي سياسة تقنين، أم أعطال، أم إجحاف، أم إمعانٌ في الحرمان؟

لم يعد المواطن في طرابلس وعموم مناطق الشمال، يأبه للتسمية أو للسبب الذي ستعطيه كهرباء لبنان أو غيرها لما يحصل. فالأهم بالنسبة إليه أن لا كهرباء كائناً ما كان السبب، في سياسة تهميش مستدامة منذ عشرات السنوات، وهذا الأمر يكفي لثورة على كل ما يحصل.

وتعيش مناطق عدّة وأحياء في مدينة طرابلس انقطاعاً متواصلاً في التيار الكهربائي. هو أكثر من تقنين بكثير. فالإنقطاع ليس لساعات محدودة أو محددة ويعود التيار، إنما الذي يجري أن الإنقطاع يتواصل بشكل يومي ويصل الليل بالنهار والنهار بالليل، ما دفع بصرخات المواطنين لتنطلق إزاء هذا الواقع الصعب، حيث تعيش مناطق القبة والتبانة وجبل محسن والبداوي… وغيرها انقطاعاً متواصلاً لا تُعرف بعد أسبابه الحقيقية. وإذا كان أهالي البداوي قد اعترضوا قبل أيام وقطعوا الطريق احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي، فإن هذا الأمر ليس في طرابلس وحدها وهو انسحب إلى مناطق أخرى في عكّار – حيث أقفل شبانٌ من برج العرب قبل أيام الطريق احتجاجاً على الإنقطاع المستمر للتيار – وفي الضنية والكورة ومعظم مناطق الشمال ينسحب أمر الإنقطاع المتواصل للتيار أيضاً، إذ لم تعد تُعرف ساعات التقنين أو النظام الذي كان معمولًا به في السابق. الكهرباء بحسب ما وصّف أحد المواطنين في عكّار “رايحة جايي .. جايي رايحة .. بتجي ساعة بتروح 3 .. الله يستر الأدوات الكهربائية وفاتورة الإشتراك قديش رح تطلع”. أما مواطن آخر من طرابلس فوصّف الأمر بالقول “رايحة رايحة ومش عم تجي”.

وعكست وسائل التواصل الاجتماعي حالة الأزمة. حديث الكهرباء لا ينقطع كما ينقطع التيار، وأغلبية الآراء ترى أن “ما يحصل يبدو وكأنه عقاب جماعي لمدينة طرابلس بالأخص ومناطق شمالية أخرى، لتأييدها للثورة وتعبيرها الواسع عن مطالبها وعن رفضها لسياسة السلطة الجائرة في حقها عبر الشارع”. وكان ثوار المنطقة قد نزلوا قبل أيام واعتصموا أمام معمل دير عمار للإحتجاج على الإنقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، وحصل اشتباك مع عناصر الجيش الذين حاولوا تفريقهم. ولفتت منشورات على “فايسبوك” أن “الأمر لا يعود إلى أعطال مفاجئة على الشبكة بسبب العواصف، كما تقول الشركة، إنما بسبب نقص مادة المازوت، حيث يعاني معمل دير عمار من نقصٍ حاد في المازوت وفي تأمين هذه المادة، الأمر الذي يترجم بانقطاع متواصل للتيار الكهربائي”. وأكد مصدر من معمل دير عمار لـ”نداء الوطن” أنّ “السبب الرئيسي وراء تخفيض ساعات التغذية هو الصعوبة في تأمين مادة المازوت وليس أي سبب آخر أو سياسة معاقبة كما يخمّن البعض”. وأوضح: “إذا كان ثمّة باخرة موجودة في البحر حالياً، فإنها حتى اللحظة لم تقم بتفريغ حمولتها بسبب عدم دفع الإعتماد المالي المخصص من جهة، وبسبب عوامل الطقس من جهة أخرى، أضف إلى أنه في موسم الشتاء يزداد الضغط على الشبكة ما يؤدي إلى نقص في التغذية وأعطال أيضاً”.

https://www.facebook.com/101869961344175/posts/104837891047382/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!