إنها فُرصتنا الاخيرة… إقرأوا واتّعظوا!

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

 

لم يُفاجَأ اللبنانيون بما أظهرهُ التقريرُ الصادرُ منذ أيامٍ عن الأمم المتحدة والمعروفِ بتقريرِ السّعادة السنوي، حينما حَلَلنا في المرتبةِ ما قبل الاخيرة على مستوى العالم، ولنكون ثاني أتعس الشعـــ.ــوب على الكرة الأرضية بعد أفغـــ.ــانستان… فما من عاملٍ واحدٍ في لبنان يجعلنا في منأى عن التعاسة.

 

ليس خفيًّا على أحدٍ على هذا الكوكب، أنّ ما يعيشهُ اللبنانيونَ في السنواتِ الاخيرة على المستوياتِ كافة، من المعيشية والاقتصادية والسياسيّة والاجتماعية والتربويّة وحتى الأمنـــ.ــية، كلّها شكّلت جحـــ.ــيمًا لم يسبقْ لهُ مثيلٌ على الأرض.

 

في السنواتِ الأربعِ الاخيرة، تدَحْرَجنا بسرعةٍ قياسيّة، فبعدما كنّا نحتلُّ في العام 2018 المرتبةَ 88 ضمنَ لائحةِ الدولِ الأكثر سعادة في العالم، تذيّلنا القائمةَ هذا العام ضمن المرتبة 145… الأنكى،

 

أن كلّ ذلك يحصلُ تحت جناحِ سلطةٍ حاكمةٍ تغدقُ علينا يوميّا بالتصاريح المتملّقة، التي تتحدثُ عن إنجازاتٍ وهميّة، إن أوصلتنا إلى شيء فإلى أسفلِ جهنّمَ وإلى لقَب أتعسِ الشعوب.

 

نحن بالفعل لم تفاجئنا نتيجةُ التقرير، ولكنّ اللافت فيها كان أن ليبيا والعـــ.ــراق اللتان تشهدان تدهورا أمـــ.ــنيا، حلّتا في المرتبتين 86 و107،

 

أي تفوّقتا علينا… بمعنى آخر الليبيون والعراقيون الذين لا يُحسدون على الصواريخ التي تمرّ فوق رؤوسهم وحالةِ التزعزعِ الامني الحاصل في البلاد هم أسعدُ منا بدرجاتٍ كثيرة.

 

وأكثر، اثيوبيا والهند، حيث يعاني السكان من مستوى معيشةٍ لا يُحسدون عليه جعلهُم في ما مضى يلجأون إلى لبنان بحثًا عن فرصِ عمل، هم أيضا أسعدُ منّا.

 

والأهم، انظروا إلى إيران التي ننجرُّ مرغمينَ إلى الانضواءِ في حربها ضدّ العالم والحداثة والتطوّر، حلّت في المرتبة 110، أما اليمن التي يهبُّ البعض في لبنان للمشاركةِ في حـــ.ــروبها، فحالُ شعبها ليست بأفضل بكثير حيث حلّت في المرتبة 132…

 

كلّ ذلك يحصل، فيما الدولُ التي تبحثُ فعلا عن سعادةِ شعوبها وتطوّرها تحقّقُ سنويّا أرقامًا متقدّمةً وتنجحُ في إثباتِ حداثتها وسعيها الدائم لمصلحةِ مواطنيها، ونعني بالتأكيد الإمارات التي حلّت في المرتبة 24 عالميا والأولى عربيا، تليها السعودية ضمن المرتبة 25.

 

حدّقوا إلى هذه الأرقامِ جيّدا، مع ما يعنيهُ كلّ منها حتى تحدّدوا خياراتكم جيّدا في المرحلةِ المقبلة.

 

فإما نتحرّرُ في 15 أيار عبر انتخابِ سياديّينَ حقيقيّينَ يبحثونَ عن بناءِ دولةٍ قوية وحديثة بعيدةٍ كلّ البعد عن مشاريعَ لا تشبهنا أو نستمرّ في التدحرجِ المرسومِ لنا فنتصدّر أسفلَ اللائحةِ في تقريرِ العامِ المقبل، فنكونُ وبشهادةٍ عالميةٍ الأتعس على الإطلاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!