اكتشاف مفاتيح جديدة لحل لغز النوم العميق

إن النوم الصحي هو أحد احتياجات الإنسان الفسيولوجية الأساسية. وفي غيابه، يمكن لعدد لا يحصى من العمليات في الجسم أن تتأثر سلبًا بشكل رهيب.

 

تم ربط مشاكل النوم المزمنة باضطرابات الصحة النفسية وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع 2 والسمنة، من بين حالات أخرى، وفقا لما نشره موقع Neuroscience News نقلًا عن دورية Nature Communications.

 

 

النوم التصالحي
كما أن تحقيق النوم العميق والمتجدد الضروري لتحقيق الصحة الفسيولوجية المثلى وذروة الأداء الإدراكي باستمرار يمكن أن يكون صعبًا بسبب نمط الحياة والعوامل البيئية والبيولوجية،

 

فإن أحد أكثر الأسئلة المربكة في بيولوجيا النوم هو كيف ينظم الدماغ النوم العميق. ويمكن أن تساعد الإجابة في إلقاء الضوء على طرق جديدة للتخفيف من مشاكل النوم.

 

تقدم دراسة حديثة، قام بإجرائها باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد أدلة مهمة في هذا اللغز الطويل الأمد. تحدد الدراسة، التي أجريت على الفئران،

 

منطقة في الدماغ تنظم اهتزازات موجات دلتا، وهي إشارات كهربائية تنتقل عبر الخلايا العصبية، التي تنشأ خلال أعمق مراحل الاسترخاء وهي ما توصف بأنها السمة المميزة للنوم التصالحي.

 

 

الخلايا العصبية في المهاد
استقر فريق البحث على أن الخلايا العصبية في المهاد، وهي منطقة من الدماغ، تقوم بتنظيم النوم واليقظة من بين وظائف أخرى.

 

وباستخدام ألية تحرير الجينات CRISPR-Cas9، قام الباحثون بتعطيل الجين الذي يرمز لبروتين يربط الناقل العصبي المثبط GABA، مما أدى إلى تعزيز نشاط موجات دلتا والنوم العميق في الفئران.

 

ومن المرجح أن تضع نتائج الدراسة، بعد تكرار الخطوة ذاتها، في نماذج حيوانية أخرى، الأساس لتصميم علاجات تستهدف بدقة هذا البروتين للحث على النوم العميق.

 

 

خطوة مهمة للأمام
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة راديكا بشير، أستاذة مساعدة في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد: “تمثل النتائج التي توصلنا إليها خطوة مهمة إلى الأمام في تحديد الأساس الجزيئي لتنظيم النوم والإشارة إلى استراتيجية دوائية بديلة لتعزيز النوم الطبيعي المجدد”.

 

 

علاجات جديدة
وأضافت أن هناك حاجة ماسة إلى علاجات جديدة، حيث أن أدوية علاج الأرق شائعة الاستخدام، ولكن على الرغم من كونها أداة مهمة لعلاج الأرق المستمر،

 

إلا أن لها عيوبًا معروفة. تعمل العديد من هذه الأدوية عن طريق جعل الناس ينامون بسرعة، لكنها تميل أيضًا إلى تثبيط نشاط موجات دلتا التصالحية. وبالتالي، فإن مثل هذه الأدوية تساعد على النوم، الذي لا يكون بالضرورة عاملًا تصالحيًا.

 

وأوضحت دكتورة بشير، التي شاركت في قيادة الدراسة مع زميلها ريتشي براون، أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن النتائج التي تم التوصل إليها “يمكن أن تمهد الطريق لتطوير فئة جديدة من أدوية النوم تساعد على بلوغ تلك المرحلة بالغة الأهمية من النوم العميق من خلال تعزيز تذبذبات موجة دلتا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!