الاستحقاق الرئاسي يفك تحالف سوريا مع ايران

باشرت الانتخابات الرئاسية بتشعباتها المحلية و والاقليمية والدولية بحجز موقع لها في فسيفساء الجحيم اللبناني،

وبدأت تتسرب أحاديث عن صلات بين الازمات و تدحرج المأزق نحو الهاوية من جهة، وسبل تلمس الحلول التي باتت تتطلب تفاهمات في الخارج من جهة اخرى.

ولا تزال معظم الاطراف السياسية تتوهم بقدرتها على تجاوز الازمة الحالية وحكم لبنان على” “نفس المنوال” مع تغييرات طفيفة في التركيبة القائمة.

ولعل خطف البلد على هذا الشكل المستهجن و ترك لبنان يتخبط بأزماته يهدف عند البعض الى ضمان مستقبله السياسي على المدى البعيد.

تندرج في هذا الإطار ، المعارك المفتوحة في الجبهات الداخلية كما طاولات التفاوض الدائرة شرقا وغربا، حيث بات من المؤكد أن التعثر في تشكيل الحكومة

يعود إلى عدم نضوج تسوية إقليمية تشكل تفاهمات تنعكس على الواقع اللبناني، وهي ليست بالضرورة إيجابية وتخدم الحد الأدنى من استقرار سياسي مفقود.

لذلك، تبدو كل الأبواب موصدة ومقفلة وينشغل الجميع في نقاش عن مبادرات وحلول لا طائل منها،

بينما جوهر المشكلة يكمن في كيفية تأمين الأكثرية النيابية والأطباق على حكم لبنان وهذا ما يعتبر عمليا لب الصراع القائم بين “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”.

في هذا الصدد، تفيد معطيات عن تدخل أميركي مباشر يتعلق بعدم التهاون مع الاستحقاقات الدستورية وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وهذا ما ينسحب اساسا على رئاسة الجمهورية ولكنه يتطلب تفاهمات وتسويات دولية حكما.

اكثر من ذلك، يؤكد قطب سياسي بأن أميركا ستتجاوز الموافقة إلى تقديم اقتراحات مباشرة والتفاوض بشأنها في الاستحقاق الرئاسي المقبل،

بما يقلب الأدوار مع محور إيران وحلفائها بغض النظر عن مدى الفراغ وتداعياته، ذلك أن توقيت حلول المنطقة لا يأخذ بعين الاعتبار عمق المازق اللبنانية.

بالمقابل، ينقل مطلعون أجواء توحي بعدم التطابق في الرأي بين إيران و سوريا حيال إدارة الشأن اللبناني ، خصوصا في ظل تعارض الأهداف بين حاجة إيران

لاستمرار الوصاية غير المباشرة على لبنان وبين رغبة النظام السوري في ترميم صورته عربيا وفي المحافل الدولية وعودة ادواره السابقة بعد إعادة انتخاب الأسد اخيرا.

ويدعو هؤلاء المطلعون إلى عدم الاستهانة ببوادر عودة دوائر سورية الى الاهتمام بالملف اللبناني طالما ان النفوذ السوري تراجع بشكل كبير ،

لكن لم تتم تصفيته، خصوصا بأن تعارض الأرض قد يخلق تنافسا جديا ينفجر صراعا محتملا عند دنو لحظة الاستحقاق الرئاسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!