تشابك المصالح الاقليمية والدولية يزيد حدة الاستعصاء اللبناني

لطالما شكّل دور الخارج نقطة تباين واضحة بين مَنْ يعتبره نعمة يمكن الاستفادة منها وبين أراء أخرى تعتبره لعنة اذا ما عمت الاختلافات ،

 

ما يجبر الوطن الصغير على السير على درب “صراع الفيلة”. وراهنا يبدو مصير  لبنان مرتبطا بلحظة إقليمية ودولية حرجة للغاية.

 

أزمة العلاقة مع السعودية تحديدا، ليست بجديدة  مع تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي ويمكن اعتبارها نتيجة حتمية لتراكمات جرى التهرب منها ان لم نقل اهمالها.

 

ووفق المعطيات المتوافرة فإن أصدقاء لبنان الخليجيين ابلغوا من يعنيهم الأمر بأن  الكرة باتت في الملعب اللبناني و لا بد من اطلاق مبادرة حسن نية تتعلق بإستقالة الوزير قرداحي.

 

هذه الاستقالة تفسح المجال للحوار مع المملكة العربية السياسية وليست نهاية المطاف، وفق ما يعتبر سياسي لبناني تربطه بالسعودية علاقة تاريخية.

 

ويضيف مشددا على ان منطق التذاكي لم يعد ينطلي على الخارج قبل الداخل، فالجميع يدرك انا ما يجمع بين الدول هي المصالح المشتركة، الا اذا رأى البعض ضرورة فك ارتباط لبنان مع عالمه العربي والحاقه بمحور إيـــــران دون مواربة.

 

حتى اللحظة ، يقارب الحـــــزب  الازمة مع السعودية من الزاوية الاستراتيجية لدوره ونفوذه الإقليمي وليس وفق دوره المحوري في الداخل،

 

لذلك تقصد الشيخ نعيم قاسم تظهير موقف لافت مؤخرا يتعلق بعودة مقاتلي الحـــــزب إلى لبنان ما يشبه الاعلان عن التخلي التام عن الدور العسكري المباشر وترك المهمة للدبلوماسية الايرانـــــية ،

 

التي استجمعت نقاط قوتها قبل الشروع في مفاوضات جدية مع الإدارة الأميركية  تتعلق ببرنامجها النـــــووي، كما بإعادة رسم حدود المنطقة على اسس جديدة.

 

الموقف الاميركي شكل مفارقة اساسية ينبغي التوقف عندها ،والتفكير مليا في حرص الإدارة الأميركية على حصر القضية باستقالة قرداحي دون أن تهـــــدد الازمة مصير الحكومة الحالية.

 

ولم يعد خافيا التركيز الأميركي على اجراء الانتخابات النيابية رغم كل الذرائع، بالتوازي مع اصدار دفعات من العقـــــوبات الاقتصادية بحق شخصيات لبنانية بتهم الفساد.

 

في هذا المجال، تشير  أوساط سياسية إلى  الموقف الاميركي المشار اليه معطوفا على حالة  الجفاء التي تحكم علاقة واشنطن بالرياض وفريق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رغم كون  السعودية تاريخيا  من اشد الأطراف تحالفا مع الادارات الأميركية المتعاقبة ،

 

ما يثير مخاوف من احتمال ازدياد الاستعصاء في الداخل اللبناني نتيجة التشابك في المصالح بين الدول الفاعلة والمؤثرة في لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!