طرابلس الضنية عكار الســـــلاح ينتظر ساعة الصفر

يتمدد الحـــــدث الامـــــني في الشمال وتتوسع رقعته ليشمل مناطق جديدة دخلت حديثاً على خط النـــــار، وساهمت الاوضاع الاقتصادية الصعبة.

 

بـ “تفريخ” مجمـــــوعات جديدة تفتقد الى مرجعية سياســـــية أو دينية يمكن للدولـــــة الحديث معها للجم أي تطور أمنـــــي تقوده تلك القوى الحديثة الولادة قد يستـــــهدف الامـــــن شمالاً.

 

طرابلس، التي تُعد البؤرة الاكثر سخـــــونة في لبنان، ينحدر فيها الوضع الامـــــني بوتيرة متسارعة، حيث تحول ليل المدينة الى اشكالات مســـــلحة وقنابـــــل يدوية تُرمى على أكثر من منطقة وتصفيـــــات أميـــــنة في الشارع،

 

عدا عن السرقات على مدار الساعة من دون اي رقيب أو حسيب، وفي ظل غياب الرقابة الامنـــــية والعســـــكرية.

 

هذا الفراغ دفع المواطنين الى مناشدة القيـــــادات الامـــــنية التدخل واعلان حال الطـــــوارئ العســـــكرية لمنع الانفـــــجار الاجتماعي الكبير الذي يكبر ككرة ثلج.

 

الامتداد الطبيعي لمنطقة الضنية المتاخمة لطرابلس، والتي يعيش غالبية اهلها في عاصمة الشمال، وضعها هي الاخرى في دائرة الخطـــــر حيث تنتشر المظاهر المســـــلحة في الاحياء وتفرض بعض العائلات سيطرتها في مؤشر خطـــــير على تدرج الامن القومـــــي اللبناني.

 

المولجة به الأجهـــــزة، الى أمن ذاتي تحت حماية المجمـــــوعات المســـــلحة التي تديرها أكثر من جهة.

 

وتبرز المـــــخاوف من جرود الضنية وتضاريسها الصعبة، التي كانت بيئة مريحة لمجـــــموعات متطـــــرفة عام 2000 خاضت معـــــارك شرسة مع الجيـــــش اللبناني وكمنت له ما ادى الى سقوط شهـــــداء في صفوف المؤســـــسة العســـــكرية يومها،

 

والمشهد قد يتكرر في ظل تحركات مشـــــبوهة لبعض المجـــــموعات هناك وسط حديث عن امكانية وجود خـــــلايا نائمة تنسق فيما بينها لتنفـــــيذ مخـــــطط كبير في المنطقة.

 

وتأخذ المظاهر المســـــلحة اشكـــــالاً مختلفة كان آخرها استقدام أحد اصحاب المحطات في الضنية مسلحـــــين بكامل عتادهم العســـــكري لحماية المحطة عند تعبئة البنزين للمواطنين،

 

وانتشرت الصور بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي تحت حجة منع الاشكـــــالات أمام المحطة وتنظيم التعبئة ومنع اي احتكاك.

 

هذه الخـــــطوة، التي تُعد شكلاً من اشكال الامن الذاتي، تخفي خلفها روايات تتحدث عنها فعاليـــــات شمالية محـــــذرة.

 

من ربط جرود عكار بالضنية وصولاً الى طرابلس عبر مجـــــموعات مسلـــــحة تنفذ مخطـــــطاً انقـــــلابياً على مشروع الدولـــــة، وهنا لا بد من الاشارة الى ما حصل قبل ايام في جرد عكار،

 

وتحديداً في بلدة فنيدق التي سقط لها ضحـــــية في اشكال مع اهالي عكار العتيقة، وما تبع ذلك من اشتـــــباكات بالســـــلاح الثقيل حيث ظهرت فيديوهات لسيارات رباعية الدفع مدججـــــة بالســـــلاح وبالعنـــــاصر المدربة على ذلك،

 

وابناء تلك المناطق في الجرود هم من اشرس المـــــقاتلين ويملكون من الاسلـــــحة ما يساعدهم على فتح جبـــــهات،

 

من هنا جاء القرار سريعاً من قبل الجيـــــش اللبناني الذي دخل على الخط وارسل قوة كبيرة الى المنطقة لمنع تمدد الاشـــــتباكات واطلاق النـــــار على اي مســـــلح في عكار العتيقة أو فنيدق. تُلخص مصـــــادر أمنـــــية المخـــــاوف شمالاً كالآتي:

 

توسع نفوذ القوى الإســـــلامية، لا سيما في طرابلس، وتعزيز حضور هذه المجـــــموعات في الآونة الاخيرة،

 

عبر المساعدات التي تأتيها من بعض القوى الداخـــــلية والخارجيـــــة، في مقابل تراجع الخدمات التي من المفترض أن توفرها الدولـــــة لأهالي المدينة.

 

صعود نجم العائلات والعشائر في المناطق، لا سيما في الضنية ووادي خالد في عكار، وبعد حادثة خلدة تعززت قوة العشائر العربـــــية على مستوى لبنان والتنسيق فيما بينها،

 

وظهـــــورها في أكثر من مناسبة بأسلحتـــــها الثقيلة والمتوسطة وفرض هيمـــــنتها على المناطق التي تتواجد فيها.

 

إلى المجـــــموعات الاســـــلامية والعشائر، يبرز دور بعض رجال الاعمال الذين كسبوا من التهريب أموالاً طائلة وباتت لهم مجـــــموعاتهم الخاصة التي تدير الشارع والطرقات،

 

لا سيما في عكار، وهؤلاء لهم مرجعيات سياســـــية معروفة في المنطقة ولها حيثيتها الخاصة البعيدة عن الاحـــــزاب والكتل التي تنتمي اليها،

 

وهي قادرة على تجيير المســـــلحين والداعمين لها حين تجد أن مصالحها بخـــــطر.

 

هذا الخطر الثلاثي، يضاف اليه النقمة الشعبية على الدولـــــة وانتشار ثقافة الامن الذاتي في القرى الشمالية، يعزز سيـــــناريوهات أمنـــــية خطيـــــرة تعمل عليها دول للضغط على الداخل وفرض شروطها،

 

ويرتبط تفجـــــير الوضع بالعامل الحكومي الذي لا يزال يمد الساحة الشمالية بأوكســـــيجين التهدئة،

 

اما في حال اتُخذ قرار الاعتذار من قبل الرئيس نجيب ميقاتي فقد نكون أمام تطورات خطـــــيرة تفـــــجر الساحة الداخلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!