من برستيج المحطات ســـــلاح أبيض وعصيّ وخوات

أكثر من 37 جريـــــحاً هي حصيلة الاشكـــــالات المتنقّلة التي شهدتها منطقة النبطية امس الاول، إشـــــكالات باتت تهـــــدّد الأمن وتنذر بانفـــــجار حتمي،

 

سيما وانها تتزايد وتتطور، حيث يستخدم الســـــلاح الابيض والعصي. الأخيرة باتت لغة الشبيـــــحة على المحطات التي تضطر غير آسفة للاقفال وتجيير مخزونها الى محطات أخرى،

 

هذا عدا ان أن تلك الإشكالات تؤدي الى إقفال المحطة بالشمع الأحمر وحرمان المواطنين من حقهم في الوصول الى خراطيم البنزين لملء خزانات سياراتهم.

 

واغلب الاشـــــكالات نتيجة تسابق تجار الأزمـــــة من يملأ خزانات سيارته أولاً،

 

فهم ينتهجون سياســـــة “عبّي وفضّي وبيع بالسوق السوداء، هذا ناهيك عن الخـــــوة التي يفرضونها على المواطن، اذ بلغت على احدى المحطات عند مرج حاروف مليون ليرة.

 

كل تلك الإشـــــكالات تحصل على مرأى من القوى الامـــــنية والحـــــزبية على حدّ سواء، ومرتكبوها في غالبيتهم”مدعومون” أو “مدفوشون” لافتعال المشكل لغاية في نفس يعقوب صاحب المحطة والشبيـــــحة،

 

الذين يطوّرون عدة الاشـــــكال ويوسّعون الرقعة، ومن يخالفهم “بياكل قتـــــلة” اذ بات خروجهم بالعصي على المحطات امراً عادياً كنوع من “برستيج المحطة”.

 

هذه الإشـــــكالات وتفاقمها مضافا اليها تخزين البنزين والتهرّب من فتح المحطات، دفع بعدّة بلديات للامساك بزمام الامور،

 

سيما وأن البنزين بات يصل فقط للشبـــــيحة، والمواطن العادي إمّا يطالعه صاحب المحطة بنفاد المخزون او يحصل اشـــــكال وتقفل المحطة،

 

ومؤخراً تدخل حيز التشمييع، كنوع من التواطؤ على المواطن الذي لا يكفيه شبيـــــحة السوق السوداء الا واجهـــــزة الدولـــــة ايضا..

 

من زوطر الى ميفدون وصولا الى بلدية النبطية انطلقت خطـــــة تأمين البنزين للناس من دون ذل، اعتمدت من خلالها البلديات خطـــــة محـــــكمة اتبعت من خلالها نظام الاستمارة الالكـــــترونية،

 

وهو واقعياً يسهّل على المواطن الحصول على “البون” الممهور من البلدية، أو الحضور شخصيا، كما اتبعت بلدية النبطية التي باشرت خطتها في تزويد المواطن بالبون بالنـــــظام”،

 

وإن شاب اليوم الاول للخـــــطة خلل كبير تمثّل بالوقوف في طابور “البون” المعجزة الذي يخوّل المواطن الحصول على البنزين من دون انتظار.

 

دخل طابور “بون البنزين” على الخط، فالسباق الى البنزين هذه الأيام دفع الأهالي للحضور باكراً الى سوق الخضار التابع لبلدية النبطية، حيث تجمهروا داخله، يتسابقون من يحصل على “البون” المسبق الدفع أولاً،

 

ضاربين بعرض الحائط “كورونـــــا” وارتـــــداداتها الصحية الخطـــــيرة، ما يهمّهم الحصول على بنزين من دون ذل ولا سيطرة شبـــــيحة.

 

وفق عضو البلدية محمد جابر، فإن خطة البلدية تقوم على اعتماد نظام المفرد والمجوز وتقضي باعتماد قانون البون لمرة واحدة في الاسبوع،

 

يملأه من المحطة التي اعتمدتها البلدية، حيث تولى عناصـــــر الشـــــرطة واعضاء البلدية عملية تعبئة المحـــــروقات للأهالي.

 

لا يخفي جابر “أن الخـــــطة في يومها الاول شابها بعض الخـــــروقات والاخفاقات، غير أننا سنعمل على معالجتها وتطويرها، لنتمكّن من خدمة اهلنا”،

 

من دون أن يغفل ان خطة البلدية تحدّ من الاشـــــكالات على المحطات التي باتت تشكّل خـــــطراً وتهدّد بالانفـــــجار نتيجة الفوضـــــى التي تشهدها باقي المحطات”.

 

وفق جابر، فإن تنظـــــيم عمليـــــة التوزيع يضمن الاسراع في تعبئة البنزين وحصول الجميع على المادة”.

 

ولأنّ العبرة في التنفيذ وثق الاهالي بخـــــطة البلدية، أتوا بأعداد وفيرة الى سوق الخضار للحصول على البون، ثم توجهوا الى المحطة حيث النظام يتحدّث عن نفسه. على المحطة شرطـــــي بلدية تحوّل عاملا في خدمة الناس،

 

وعضو بلدية يساهم في تنظيم مرور السيارات التي امتدّ طابورها لاكثر من كيلومترين، لكنه كان يسير بسرعة نتيجة اعتماد 6 خراطيم دفعة واحدة،

 

يقول عضو البلدية خضر قديح، ويرى ان الخـــــطة ستمهّد لخطوات تطويرية لاحقاً، وأن البلدية وظّفت كل عناصـــــر الشرطة داخلها لهذه الغاية، خاصة وأن هناك من لم يحصل على المادة منذ اسابيع،

 

من دون ان يغفل الاشارة الى ان البلدية خصت الطاقم الطبي والتمريضي بتعبئة المحـــــروقات من دون انتظار وفق خطـــــة واضحة سيبدأ تطبيقها في الغد.

 

تركت خطـــــة البلدية ارتياحاً لدى الناس الذين كانوا يشاهدون الاشـــــكالات على باقي المحطات واستباحة ممتهني عمل تعبئة السيارات بالاجرة للمحطة،

 

غير انهم يأملون ان تعمد البلدية الى تخفيف الاكتظاظ واعتماد نظام الاستمارة الالكترونية.

 

وشهدت الخطـــــة انتقادات البعض ايضاً وان هدفت لتطويرها وانتقالها من بلدية الى اخرى سيما وان كثراً باتوا يحلمون بالبنزين.

 

فهل تنجح خطـــــة البلدية بنظامها المفرد والمجوز وتخفّف الطوابير ام ستكون نموذجاً لطوابير اطول ولكن بالنظام؟ الايام المقبلة تحدد النتيجة، والناس تنتظر لتبني على الشيء مقتـــــضاه”.

 

كتب رمال جوني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!