في البقاع يراهنون على عودة وزير الصحة حمد حسن

لم يدم تمثيل بعلبك في حكومة الرئيس حسّان دياب طويلاً، وإن كان الأوّل من نوعه، بعد إقدام “حزب الله” على إختيار إبن المدينة حمد حسن مُمثّلاً لها في وزارة الصحة وغير المُنتمي حزبياً، وإحجامه عن تمثيل المدينة في الندوة البرلمانية وتهميشها منذ سنوات ودورات متعاقبة.

يراهن البقاعيون على عودة الوزير حمد حسن على رأس وزارة الصحّة في حكومة الرئيس المكلّف مصطفى أديب لإعتبارات عدّة أهمها: أولاً، خوض الوزير غمار التجربة الحكومية بإندفاع، فهو المتنقّل من منطقة لأخرى ومن الشمال إلى الجنوب وما بينهما ليعطي نموذجاً مختلفاً عن ذلك المأخوذ عن الوزراء المتربّعين خلف المكاتب. ثانياً، متابعته لأزمة “كورونا” منذ وصول الفيروس إلى لبنان والذي أصبح على حدّ قول البعض، العارف بتفاصيل ودهاليز ما يُعلن وما يخفى. ثالثاً، في حال تشكيل الحكومة من إختصاصيين غير حزبيين فهو يجمع بين الصفتين.

لا يعلم البعلبكيون التركيبة الحكومية القادمة، وهل تراعي تمثيلهم فيها، سواء بالوزير حسن أو بشخصية أخرى؟ وه سيختار “حزب الله” ممثّلين له غير منتمين حزبياً، وهل من بين أسمائه المطروحة شخصية بقاعية؟ أو تعود الدفّة الحكومية إلى الجنوب مُجدّداً؟

ويتطلّع مستقلّون من الحراك الشعبي في بعلبك إلى فرصةٍ لتمثيلهم في الحكومة والتي يُفترض أن تكون مستقلّة، لإيصال صوت الثورة المُطالب بتغيير هذه المنظومة عبر الدستور، من خلال التحضير لإنتخابات مبكرة ضمن شروط أوّلها ألّا تديرها هذه السلطة. وتقول مصادر الحراك في بعلبك لـ”نداء الوطن” إنّ “التصدع الحاصل في المنظومة الحاكمة لا يقابله شيء منظّم على الأرض، وبالتالي يعيدون ترتيب صفوفهم والوقوف على أرجلهم مُجدّداً، ومن هنا نعمل على خلق خلايا على الأرض ضمن منهجية سياسية، وليس المقصود هنا إنشاء حزب أو ما شابه، بل جمع الشباب والشابات الممتحنة على الأرض والتي عندها نضوج سياسي وأرضية سياسية، بهدف خلق كيانية سياسية قادرة على خلق تحالفات جغرافية من مختلف المناطق اللبنانية للوقوف بشكل منظّم بوجه هذه السلطة”.

وتشير المصادر الى “أنّ هناك متسلّقين على ظهر الحراك يرون أنّها فرصة كي يتمثّلوا في الحكومة، وذلك عبر تجميع اشخاص وأسماء حولهم وعقد إجتماعات لتصوير أنفسهم وكأنّهم المتحدّثون باسم الثورة، وهناك جزء منهم موجود في البقاع، فأحدهم يحاول تأسيس تجمّع ثوار البقاع، والبعض الآخر يقصد مرجعيات سياسية لتصوير نفسه وكأنّه الناطق باسم الثورة، وهذه الشخصيات سبق وأن عرضت نفسها للترشّح في الإنتخابات النيابية الماضية ولو هيّئ لها ركوب لائحة ولو حزبية لالتحقت بها”.

وفيما شبّهت المصادر هذه المعارضة بالمعارضات الملغومة، رأت “أنّ التحرّكات القادمة مرهونة بالتطوّر الحكومي وما يحدث وهو الخطأ بعينه، حيث أصبحت الثورة والثوّار يتحرّكون بناءً على مقرّرات السلطة وليس العكس، فالمفترض أن تكون خطوات الثوّار سبّاقة لقطع الطريق على أيّ محاولات أو مشاريع وسياسات ستنفّذ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!