في شمال لبنان… قوارب المـ.ـوت الى الواجهة من جديد

مساء اول أمس الاثنين أحبط الجـــ.ــيش اللبناني محاولة تهـــ.ــريب مواطنين بقارب من مرفأ العبدة، واستطاعت وحدات الجـــ.ــيش توقيف المـــ.ــهربين والمواطنين المـــ.ــهاجرين غير الشرعـــ.ــيين عبر البحر نحو اوروبا.

استقر الطقس، وانتهت العـــ.ــواصف، ومعها تعود قوارب المـ.ـوت الى انشطتها غير الشـــ.ــرعية، حاملة مواطنين لبنانيين وسوريين وفلســـ.ــطينيين، فـــ.ــارين من ضغـــ.ــوط الحياة وازماتها المعيشية،

بعد بلوغ مرحلة الفـــ.ــقر والجـــ.ــوع لدى معظم العائلات، التي لم تعد تجد ما يسد الرمق او تعيش حياة كريمة لائقة بالانسان.

فمن المتوقع ان تنشط حركة الهجـــ.ــرة غير الشـــ.ــرعية في الايام المقبلة، وقد بدا ان عائلات شمالية عديدة تستعد للمغامرة عبر البحار غير مكترثين بالمـــ.ــخاطر، رغم ان مـــ.ــأساة القارب الذي غـــ.ــرق لا تزال حاضرة في البال.

وحسب المطلعين على ملف الهـــ.ــجرة غير الشـــ.ــرعية، فان الذين يتوسلون قوارب المـ.ـوت ليسوا لبنانيين وحسب، بل ان اعدادا من عائلات سورية تسعى ايضا الى الهـــ.ــجرة نحو دول اوروبا بحثا عن حياة جديدة تضمن فيها مستقبل اولادهم.

ويرتفع منسوب الهـــ.ــجرة، مع ارتفاع وتيرة الفـــ.ــقر والجـــ.ــوع والقـــ.ــهر لعائلات سدت في وجوهها الابواب، ولم تعد تملك وسيلة واحدة للحياة في بلد افتقد الدواء والاستـــ.ــشفاء والطبابة، وتتـــ.ــشرد فيه عائلات ترمى في الشارع لعجزها عن تسديد ايجار زهيد.

ويوم امس، حين كان البعض يتابع مجلس الوزراء الذي يقر رواتب جديدة لموظفي القطاع العام، كانت التعليقات من المواطنين الذين استنـــ.ــكروا هذه الزيادات التي لا تسد رمقا، في وقت يسود الدولار على كل السلع، وبسعر اســـ.ــود لا يقل عن مئة ألف ليرة، رغم استقرار السعر خلال الشهر الحالي على ٩٧ ألف ليرة، فيقول احد المواطنين ما الفائدة من زيادة يلتهمها الدولار قبل ان تصل الى الجيوب؟

الواقع المعيشي المـــ.ــأسوي الذي يعيشه المواطنون، برأي مواطنين كثر، دافع رئيسي الى الهـــ.ــجرة نحو بلاد يكرم فيها الانسان، وهي هجـــ.ــرة تذكرنا بهـــ.ــجرة اللبنانيين في اوائل القرن العشرين، ونلاحظ ان سيدات يعمدن الى بيع اساور الذهب لتسديد تكاليف ركوب قوارب المـــ.ــوت،

رغم رسائل مغتربين حـــ.ــذروا فيها الاهل ومعارفهم من مخـــ.ــاطر البحر، شارحين لهم ما حصل معهم من حـــ.ــوادث ومن تعـــ.ــرضهم للاهـــ.ــانات في الدول التي وصلوا اليها، واصفين حالتهم بالمـــ.ــرارة الشديدة القـــ.ــسوة.

وحسب المطلعين ان قوارب المـ.ـوت لن تتوقف ما دامت الاوضاع الى مزيد من التـــ.ــدهور، في ظل عصـــ.ــابات تمتهن تهـــ.ــريب البـــ.ــشر وتجني ثروات من التـــ.ــهريب، الذي يشمل ايضا تهـــ.ــريب عائلات من سوريا الى لبنان بقصد المغادرة من شواطىء الشمال اللبناني.

دموع الأسمر_الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!