لكن الكرة لا تزال في ملعب ميشال عون

بعكس ما كان متوقّعاً، يبدو أن إجماعاً دوليـــــاً وإقلـــــيمياً وشبه داخلي على ضرورة إنقاذ لبنان بات أمراً واقعاً، خصوصاً وأن البعض كان يظن ان مثل هذا القرار لن يكون محسوماً حتى بعد الانتخابات النيابية،

 

لكن التطورات توحي بتبدلات ظاهرة على الاستراتيجيات المتبعة في الساحة اللبنانية من قبل العديد من القوى.

 

هذه التحولات تقف خلفها عدّة أسباب منها سرعة عجلة الانهيـــــار في لبنان حيث لم تكن أياً من الولايات المتحدة الامـــــيركية وفرنســـــا تتوقع وصوله الى هذا الانحـــــدار على كافة المستويات،

 

الامر الذي سيترتب عليه تبعات سياســـــية وديموغرافية وأمنـــــية لا تصب في مصلحة واشنـــــطن وحلفائها الأوروبيـــــين.

 

وبحسب المصـــــادر، فإن هذا الانهـــــيار الكامل الذي كان من المتوقع حدوثه في الأسابيع القليلة التي تسبق الاستحقاق النيابي،

 

حيث من الممكن الاستثمار فيه شعبياً، حصل سريعاً وفي وقت مبكر، ما يعني ان ناقوس الخـــــطر على نفوذ فرنـــــسا في الشمال اللبناني بدأت تُسمع دقّاته،

 

بالاضافة الى المـــــخاطر المرتبطة بموجات الهجرة التي تصب عند السواحل الاوروبية، الامر الذي ذكرناه سابقا، والأهم من ذلك كله هي الخطوات التي قام بها “الحـــــزب ” والتي بدأت بالباخرة الإيرانـــــية.

 

وتعتقد المصـــــادر أن هذا العامل لعلّه كان الأساس والاكثر أهمية، اذ لم يكن لدى الاميركيـــــين تصوّراً عن حجم ملء الفراغ الذي قد يبادر اليه “الحـــــزب “، لكن الحـــــزب وباندفاعته الكبيرة تجاه ملف النفط، وهي خطوة تطال عصب الاقتصاد اللبناني،

 

لوّح بقدرته في الدخول على خطّ حلّ معظم الملفات العالقة في إطار ملء الفراغ الاقتصادي وبالتالي السياســـــي في ظل الضغوط التي تضيق الخناق على مجمل المجتمع اللبناني ومن بينهم خصوم الحـــــزب أي حلفاء “الامـــــيركان” في لبنان.

 

وعليه، فإن واشنـــــطن باتت مقتنعة بضرورة منع الانـــــهيار أو اقله الحد منه،  الامر الذي ترافق مع بضع معلومات عن تواصل جدّي وإيجابي جرى بين  الايرانيـــــين والفرنسيـــــين،

 

والذي اعطى هامشاً واسعاً لإمكانية تشكيل الحكومة ما منح فرنســـــاً دوراً كبيرا في ملف التشكيل.

 

من هنا، يمكن القول ان الحكومة باتت محط إجماع اميركي واوروبي إضافة الى اجماع ايراني وفي الداخل اللبناني “الحـــــزب  وباقي القوى السيـــــاسية،

 

لذلك اصبح الحديث عن ان الكرة “طارت” باتجاه رئيس الجمـــــهورية ميشال عون الذي بيده التسهيل او العرقلة نهائيا لا شك فيه!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!