الراعي في طرابلس: نأسف أن يصبح أهلها فقراء باحثين عن لقمة العيش

مايز عبيد – نداء الوطن

عِظة الأحد الأسبوعية المعتادة من بكركي، أطلقها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي هذا الأحد من طرابلس. فخلال جولة له في المدينة، والتي جاءت تلبية لدعوة المطران جورج بو جودة، راعي أبرشية طرابلس المارونية، أرسل البطريرك الراعي الرسائل الداخلية، لا سيما السياسية منها في أكثر من اتجاه.

واكتسبت زيارة البطريرك الماروني إلى طرابلس أمس الأحد أهميتها، انطلاقاً من الترحيب الكبير الذي لاقته من الطرابلسيين أبناء المدينة (مسلمين ومسيحيين)، وانطلاقاً من الفعاليات التي قام بها البطريرك الراعي على هامش الزيارة. حيث احتُفل برعايته ومشاركته، بتسمية 4 شوارع في طرابلس بأسماء مطارنة موارنة مرّوا على كرسي المطرانية في المدينة وهم: أنطون عبد، أنطون جبير، جبرايل طوبيا، ويوحنا فؤاد الحاج. هذا بالإضافة إلى ترؤسّه عند العاشرة صباحاً الذبيحة الإلهية في كاتدرائية مار مخايل في الزاهرية.

وكان الراعي وصل إلى طرابلس، وتحديداً الى دار المطرانية المارونية باكراً، وأُحيطت الزيارة بإجراءات أمنية مشددة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. مواقف البطريرك من طرابلس والتي حرص فيها في أكثر من مرة على إظهار ما يكتنزه من محبّة للمدينة في وجدانه، فإنّها وكالعادة، لم تخلُ من الإشارات السياسية.

البطريرك الراعي الذي أبدى سعادته لزيارة طرابلس، وكرّر أكثر من مرة التأكيد أنها مدينة العيش المشترك والحوار والتلاقي، وحرص على إظهار عاطفته ومحبّته لأهلها، أوضح من طرابلس موقفه من عملية تشكيل الحكومة العتيدة فقال: “في الوقت الذي كنا ننتظر فيه تشكيل حكومة إختصاص على قياس التحدّيات المصيرية. نسمع بتشكيل حكومة محاصصة، بدلاً من حكومة تعتمد المداورة الشاملة في الحقائب الوزارية من دون استثناءات، وعلى أساس من الإختصاص والكفاية (راجع المادة 95/ب من الدستور). فمن غير المقبول على الإطلاق أن يسيطر على الحكومة فريق، ويقرّر شكلها فريق، ويختار حقائبها فريق، ويعيّن أسماء وزرائها فريق، فيما الآخرون مهمّشون كأنّهم أعداد إضافية. كفّوا أيها السياسيون النافذون عن انتهاك الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني. ما بالكم ترفعون لواء المبادرة الفرنسية، وتعملون بعكسها؟ أسّسوا لسلام جديد، لا لثورة جديدة! أسّسوا لوطن الدولة الواحدة، لا لوطن الدويلات”!

مع نواب المدينة وفاعلياتها كان للراعي أيضاً لقاء في قاعة كنيسة مار مارون، حيث شارك في اللقاء النائب جان عبيد ممثّلاً كتلة “الوسط المستقل” التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي، ونواب المدينة الحاليون والسابقون وفاعلياتها المختلفة. الراعي لم يساير السياسيين في طرابلس فانتقدهم في عقر دارهم؛ عندما توجّه إلى ولاة أمر المدينة في حضورهم بالقول ولو بشكل مبطّن: “كيف لهذه المدينة الجميلة، مدينة العيش المشترك المُحبّة للسلام، أن يصبح أهلها وشبابها فقراء باحثين عن لقمة العيش”.

هذا، ورأت الفاعليات الأهلية الطرابلسية في الزيارة تأكيداً لانفتاح طرابلس وتعايشها، ودحضاً لكل الشائعات والمزاعم التي يحاولون إلصاقها قسراً بطرابلس وهي منها براء. فالمدينة أرض السلام والمحبة والتعايش والوحدة الوطنية، والوجود المسيحي فيها مضمون ومصان من الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!