أحداث 14 تشرين تُسقط الانتخابات النيابية أولاً

بات من المؤكد بأن أحداث 14 تشرين خرقت السقف الذي حكم مجمل الوضع الداخلي،وبالتالي فان الأطراف المحلية كما الجهات الدولية ،

 

تستعد لاعادة خلط الأوراق من جديد، والنتائج الفورية لهذا الخلط المتوقع سقوط الانتخابات النيابية صريعة التصعيد السياسي اولا والحبل على الجرار.

 

يرى مراقبون ان مجمل الطبقة السياسية لطالما رغبت سرا، بتحقيق هذا الهدف جراء المواجـــــهات في الشارع ،

 

واتت الأحداث الأخيرة لتدفع إجراء الانتخابات النيابية، في مرحلة اولى ، من آذار، كما كان تم التوافق مبدئيا، الى أيار ضمن المهل الدستورية،

 

ويمكن الرهان على الوضع الأمني ليتكفل بالباقي على أن يستمر لبنان أسير المراوحة الى حين موعد التسوية الكبرى في المنطقة.

 

ليس طارئا تمحور الصراع الداخلي على نيل الأكثرية النيابية، وقد مهّد الحـــــزب  لذلك ضمن سلسلة مواقف تصعيدية .

 

وحدد بشكل علني عناوين عريضة للمرحلة المقبلة أبرزها ما اسماه “اقتلاع النفوذ الأميركي داخل الإدارة الأميركية” .

 

كما ان الحملة الشرسة المطالبة بتنحية القاضي طارق البيطار تشكل حلقة مركزية ضمن الإطار الأساسي،

 

وقد وضعها “الثنائي الشيعي” أولوية ونقلها إلى الشارع
حتى وقعت  احداث ١٤ تشرين ما يستتبع حكما تغييرات جوهرية في قواعد اللعبة المحلية.

 

هذا الامر يفسح المجال أمام مشهد سياسي مختلف وربما يشكلا مفترقا للخيارات الاستراتيجية، في ظل طغيان  اللهجة التصـــــعيدية التي لا تخلو من التهـــــديد والوعيد.

 

والمعلومات عن اصرار حركة امل والحـــــزب على التصـــــعيد السياسي والميداني في حال عدم اجراء تحقيقات جدية وتوقيفات بما في ذلك اتخاذ إجراءات بحق “القوات اللبنانية” بصفتها متورطة بشكل مباشر في ما حصل في الطيونة.

 

هذا الأمر لن يمر وفق التقديرات الأولية، نظرا للانقسام الداخلي في لبنان، معطوفا على اصطفافات خارجية ساهمت أطرافها في ضبط إيقاع المسار اللبناني ومنعه من التدهور بما في ذلك تشكيل الحكومة الحالية باعتبارها فرصة سانحة للإنقاذ ،

 

وبالتالي ، لا يمكن لمطلق فريق، مهما بلغت قوته على الساحة اللبنانية، حسم الموقف في حقبة تتسم بكونها تفاوضية.

 

بالمحصلة ، دخل  العبث الامنـــــي عبر فلتان الســـــلاح وزعزعة السلم الاهلي عنصرا جديدا في الازمة اللبنانية ما يستدعي يقظة وطنية حجبتها أصوات القـــــذائف والرصـــــاص في سماء الطيونة،

 

في حين قد ينزلق لبنان نحو المزيد من التأزم في ظل غياب الخطاب الوطني الجامع وطغيان  الغريزة والبغضاء والغرق في مستنقع الطائفية، من دون اخذ العبر من تجارب الحـــــرب الأهلية الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!